مجموعة قصص قصيرة معبرة فيها حكمة كبيرة وتحمل مواعظ ودروس الحياة

لو كنت تبحث عن الحكم والمواعظ العميقة في أسطر قليلة، وتُحبّ الاستمتاع بقصص قصيرة معبرة تُلامس القلوب وتُنعش العقول بالذكاء، فقد جلبنا لك مجموعة من القصص القصيرة مكتوبة بالعربية والتي تُخفي حكماً عظيمة، قصص هادفة سوف تأخذ الصغار والكبار في رحلة عبر الزمن لاستخلاص مواعظ ودروس الحياة، نتمنى أن تُلهمك وتُثري روحك.

قصص فيها حكمة كبيرة

مجموعة قصص قصيرة معبرة فيها حكمة كبيرة وتحمل مواعظ ودروس الحياة

إعتاد رجل حكيم أن يجلس بجانب بِركة، ولفت انتباهه أن كلبًا عطشان يأتي باستمرار إلى البركة ويهرب وهو على وشك أن يشرب الماء.

قصة قصيرة "الحكيم والكلب"

كان الحكيم يشاهد الكلب بعناية، يبدو أنه يشعر بالعطش ولكن عندما يصل إلى البركة يرى انعكاس صورته في الماء فيشعر بالخوف ويهرب دون أن يشرب الماء.

ذات يوم لم يتحمل الكلب العطش فألقى بنفسه في البركة دون أن ينتبه إلى انعكاس صورته، فشرب الماء وفي تلك اللحظة قال الرجل الحكيم: " الحكمة من قصة الكلب هذا هو أن: العائق بين الإنسان وتحقيق أمنياته ورغباته في كثير من الأحيان هو الخوف الذي يزرعه ويُنَمِّيه داخل نفسه، إذا تغلب الإنسان على هذا، فيمكنه الحصول على ما يريد".

قصص فيها حكم عن الحياة "سباق الضفادع"

في أحد الأيام قررت الضفادع أن تُقِيم سباق فيما بينها، وكان الهدف هو الوصول إلى البرج الموجود أعلى التل، أُقيم السباق وحضرت جميع الحيوانات للمشاهدة وهم يعتقدون أن الضفادع من المستحيل أن تتسلق التل.

بدأ السباق وانطلقت الضفادع بحماس في البداية، ولكن سرعان ما شعروا بالضعف والهزيمة عندما سمعوا صيحات الجمهور يقولون: "يا له من حلم لن تصلوا إلى هناك أبدًا"، بدأت الضفادع في الاستسلام واحدًا تلو الآخر بسبب هذا الموقف من الجمهور، لكن ضفدع واحد منهم لا يزال يتسابق.

"أنت تحلم أيها الضفدع سستسلم أيضًا، ولن تتمكن من الوصول إلى هناك!" يقولون، ورغم ذلك وبعد جهد كبير تمكن الضفدع من الوصول إلى البرج الموجود أعلى التل، فتعجبت الحيوانات كيف فعل ذلك، وعندما ذهبوا إليه ليسألوه اكتشفوا أن ذلك الضفدع أصم.

العبرة من هذه القصة أن نتعلم الإصرار في العمل الجاد للوصول إلى أهدافنا، ولا نصغي إلى الإنتقادات السلبية التي تهدف إلى إيقاف طموحنا.

إقرأ كذلك: "قصة الوصية الغريبة" حكاية ما قبل النوم للأطفال والكبار

قصص وحكم قديمة: "الحكمة في اتخاذ القرار"

كان رجل عجوز يعيش في قرية، كان فقيرًا جدًا ولكن كان يملك حصان أبيض نادر لدرجة أن الملك شعر بالغيرة منه، عرض الملك على العجوز أن يطلب ما يشاء مقابل الحصان، لكن الرجل لم يرغب في بيعه واعتذر من الملك وقال له: "هذا ليس حصاناً بالنسبة لي ولكنه صديقي، ولا يمكن للإنسان أن يبيع صديقه.

في صباح أحد الأيام وجد العجوز أن حصانه اختفى، ذهب القرويون إلى الرجل العجوز وقالوا له: "لو بعت الحصان للملك كنت ستعيش كرجل غني لبقية حياتك، والآن لا تملك لا مال ولا حصان"، ولكن العجوز طلب من القرويين أن لا يتسرعوا في إصدار الأحكام، قال لهم أن الحصان قد اختفى ولكن لا نعرف ما إذا كان اختفاء حصاني بمثابة سوء حظ أم أمراً جيدا.

انصرف القرويون وهم يضحكون من كلام الرجل العجوز، ولكن بعد يومين عاد الحصان فجأة وتبين أنه لم يكن مسروقاً، بل ذهب إلى الجبال بمفرده وأثناء عودته أحضر معه عشرون حصانًا بريًا، تجمع القرويون حول العجوز واعتذروا منه وقالو: "لقد كنت على حكيما، اختفاء حصانك كان جيدا بالنسبة لك، أصبح لديك قطيع من الخيول الآن.

ولكن العجوز الحكيم مرة أخرى طلب منهم ألا يتسرعوا في اتخاذ القرار، أخبرهم أن الحصان قد عاد ولا نعرف بعد ما إذا كان ذلك جيداً أم لا، هذه المرة لم يُظهِر القرويون سخريتهم من الرجل العجوز، ولكنهم ظنوا أن حكمته قد غابت هذه المرة، وبعد أسبوع كُسِرت ساق الابن الوحيد للعجوز عندما سقط من الحصان وهو يدرب الخيول البرية.

قال القرويون للعجوز: "مرة أخرى كنت على حق لن يتمكن ابنك الوحيد من استخدام ساقيه لفترة طويلة بسبب هذه الخيول، ولا يوجد أحد غيره ليعتني بك.

فقال العجوز: "لا تتعجلوا ابني كسرت ساقه، ولا يمكننا معرفة الحكمة من الأمر".

وبعد أيام هاجم الأعداء بجيش كبير، فدعا الملك جميع الشباب إلى الإنضمام إلى الجيش، قام الضباط بتجنيد جميع الشباب باستثناء ابن الحكيم العجوز الذي كُسرت ساقه، عاشت القرية في حزن شديد لأنه لم يكن هناك فرصة لربح الحرب، كانوا يعلمون أن الشباب الذين غادروا سيموتون أو سيتم أسرهم.

جاء القرويون عند العجوز مرة أخرى وقالوا: "لقد ثبت أنك صاحب حكمة مرة أخرى، ساق ابنك مكسورة ولكن على الأقل سيبقى معك بينما لن يتمكن أبناؤنا من العودة إلى القرية أبدًا.

قال الرجل العجوز: "أنتم مستمرون في اتخاذ القرارات المبكرة، فلا أحد يعلم ماذا سيحدث، ابني معي وأبناؤكم في الجيش، لكن الله وحده يعلم من سيكون محظوظًا ومن سيكون سيئ الحظ.

ختم العجوز قصته بهذه الحكم عندما قالها لمن حوله: "لا تتخذ قرارًا متسرعًا، وتجنب النظر إلى جزء صغير من الأحداث واتخاذ القرارات بشأن الكل، فالرحلة لا تنتهي أبدا وعندما تنتهي طريق تبدأ طريق جديدة، عندما يُغلق باب يُفتح باب جديد، عندما تصل إلى هدف تجد أن الهدف الأسمى موجود هناك".

قصص قصيرة بالعربية: "لا حدود للتعلم"

ذهب طالب إلى بطل ومعلم ملاكمة معروف جداً وطلب من أن يعلمه رياضة الملاكمة، وافق المعلم وبدأ الطالب بالتدريب بجد وحماس كبيرين لسنوات، ذات يوم سأل الطالب معلمه: "هل لا زال لديك شيء آخر لتعلمني إياه؟" فأجاب المعلم: "لقد علمتك كل ما أعرفه".

هذه الكلمات جعلت الملاكم الشاب فخوراً بنفسه فودع معلمه وذهب في حال سبيله، سافر إلى جميع أنحاء البلاد ويتباهى في كل مكان بكونه أفضل ملاكم، وأنه يستطيع التغلب على أي خصم، مرت الأيام والشهور إلى أن التقى الطالب مع معلمه في البطولة وصادف أن تواجها في إحدى المباريات، وفي نهاية المباراة فاز المعلم على تلميذه بحركة مفاجئة.

قابل الطالب معلمه بعد المباراة وسأله: "غريب قلت أنك علمتني كل ما تعرفه.. كيف هزمتني إذن بحركة لا أعلمها؟"، فأجاب المعلم: "يا صديقي صحيح أني علمتك كل ما أعرف وأتقن حينها، لكنني واصلت التعلم والعمل حتى بعد مغادرتك".




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-