قبل رواية قصة الدجاجة وحبة القمح الممتعة والمفيدة للأطفال، تذكر أنه عندما تغيب الشمس ويظهر القمر الذي يكسر ظلام الليل، وتذهب يا صغيري إلى السرير لتنعم بنوم هادئ وأحلام سعيدة، يتسابق الفضول والترقب في قلبك لاستكشاف عوالم الخيال والسحر التي تنتظرك خلف أبواب حكايات قبل النوم، إنها لحظة سحرية حيث يتكون الكون الخاص بك من كلمات الخيال والأحلام.
قصة مفيدة عن الإجتهاد والتعاون " الدجاجة وحبة القمح "
في هذا العالم الساحر تتحول الصفحات إلى ممرات سرية تأخذك إلى مغامرات لا تُنسى، فقد تكون هناك قصص عن أميرات ينتظرن أميرهن الشجاع، أو قراصنة يبحثون عن كنوز مدفونة في جزيرة مجهولة، أو قد تتعرف على حيوانات تتكلم وتشاركك قصص الصداقة والمغامرات الرائعة، مثلما ستجد في قصتنا اليوم بعنوان الدجاجة وحبة القمح.
إقرأ أيضاً: قصة الدجاجة الذهبية | قصص قصيرة للأطفال
قصة الدجاجة وحبة القمح للاطفال
كان هناك مجموعة من حيوانات الحظيرة يعيشون معًا في حظيرة واحدة، كان من بينهم دجاجة كبيرة تستمتع بحياتها وهي تبحث حولها كل يوم بفارغ الصبر للعثور على الديدان التي تعتبرها لذيذة للغاية، وكل هذا البحث ليس فقط لتلبية جوعها، بل لأن هذه الديدان ضرورية لصحة وقوة أطفالها الصغار.
وفي هذه الحظيرة كان هناك قصة أخرى مثيرة، فإلى جانب الدجاجة الكبيرة كانت هناك قطة كسولة تستريح بالقرب من باب الحظيرة، لا تشغل نفسها بمحاولة إخافة الفئران حتى، وكانت تُظهر القطة هدوءاً فائقًا متجاهلة كل الأحداث الصاخبة حولها.
وكما لو أن السكون كان طابعًا لحيوان آخر في تلك الحظيرة، فقد كان هناك خروف لا يبالي بما يجري من حوله ويستمتع فقط بطعامه الذي يُوضع باهتمام أمامه، دون أدنى اكتراث للأحداث الأخرى من حوله ويبدو أنه كان في عالمه الخاص، مُغمضًا عينيه عما يجري.
وفي أحد الأيام المشمسة اكتشفت الدجاجة الكبيرة بذور قمح صغيرة وسط الفناء، ورغم أنها كانت دائمًا مُعتادة على أكل الديدان والبق فقط، إلا أنها أسرعت بالتقاط البذور وبدأت تحملها بمنقارها وهي متحمسة لتجربة نوع جديد من الطعام.
ولكن الدجاجة لم تستطع الإحتفاظ بالسر وقررت أن تشارك هذا الاكتشاف الجديد مع جيرانها، فانطلقت بهمسات هادئة والبذور في منقارها نحو الحظيرة، وبفضل مغامرتها اكتشفت الدجاجة أن البذور ليست نوع جديد من أنواع الديدان، بل هي بذور قمح.
إقرأ كذلك: قصة الدجاجة الحمراء | قصص للأطفال
في لحظة ذكية أدركت الدجاجة الكبيرة أهمية بذور القمح التي اكتشفتها، فقد فهمت أنها يمكن زراعتها لتنمو وتتحول إلى نباتات جميلة، أو حتى طحنها لتصبح دقيقًا يمكن استخدامه في صنع الخبز اللذيذ.
لكن وبينما كانت الدجاجة الكبيرة تفكر في الخطوة التالية، تذكرت أنها لا تملك الوقت الكافي لهذا، وأعربت عن رغبتها في البحث عن الديدان التي تعتبرها طعامًا لذيذًا ومعتادًا عليه لتطعم أطفالها الصغار.
في تلك اللحظة صاحت بصوت عالٍ في أرجاء الحظيرة تطرح سؤالاً حاسمًا: "إذاً، من سيتحمل مسؤولية زراعة هذه البذور؟!"، ورغم صراخها العالي لم يُظهر أي من أفراد الحظيرة استعدادًا لتحمل هذه المهمة، حيث أجاب الجميع بدون تردد "ليس أنا!!".
فجأة ومن بين همسات الرفض من حيوانات الحظيرة، أطلت دجاجة صغيرة بروح مغامرة وقالت بحماس: "أنا سأزرع البذور!"، لم تخاف الدجاجة الصغيرة من التحدي وأظهرت استعدادًا لتحمل المسؤولية والعناية بالقمح الجديد.
وفعلًا بدأت الدجاجة الصغيرة في زراعة البذور بعناية، حيث حرصت على رعاية النباتات الصغيرة وتوفير كل ما يلزمها من رعاية وحب، وبينما كانت هي تعتني بالقمح عادت الدجاجة الكبيرة إلى مهمتها السابقة وبدأت بالبحث عن الديدان مرة أخرى، فكانت تعمل بلا كلل لأهمية تقديم هذا الطعام لأطفالها.
وعلى الرغم من جهود الدجاجة الصغيرة إلا أن الخروف والقط وحيوانات الحظيرة الأخرى استمروا في كسلهم، لا يظهرون أي اهتمام بعالم الزراعة الذي كانت قد تحملت الدجاجة الصغيرة أعباءه بجدارة، ولم يفكر أيًا منهم في تقديم المساعدة لها ولو لمرة واحدة.
إقرأ كذلك: قصة الفأر الطماع وحبة القمح | قصص للأطفال
مرت الأيام ونما القمح تدريجياً، ومع ذلك استمرت الحيوانات الأخرى في كسلها، وأثار شكل القمح دهشة وإعجاب الدجاجتين اللتين واصلتا مسيرتهما بصمود وعزم.
وبينما كان القمح ينمو أمام أعينهم قالت الدجاجة الكبيرة ببراءة ممزوجة بالتحدي: "من سيقطع القمح معي؟" ولكن كما هو الحال دائمًا لدى حيوانات المزرعة كان الصمت يسود وكل من في الحظيرة نظر إلى جانبه مُظهرين ترددهم ورفضهم العمل.
ولكن فجأة خرجت الدجاجة الصغيرة بروح الإصرار وقالت ببساطة "أنا سأساعدك"، فقامت الدجاجتان بجمع القمح وقطعه بعناية حيث أظهرت الصغيرة مرة أخرى استعدادها للتحدي والتعاون.
وبينما كان القمح يتحول إلى لونٍ ذهبي جميل، كانت الدجاجة الكبيرة في حيرة من أمرها، حيث رأت أن أطفالها الصغار باتوا في حاجة للرعاية إذ أصبحوا ضعفاء، فأصبحت في حيرة بين أداء واجبها الأمومي للعناية بصغارها، وبين الإهتمام بحصاد وجمع القمح الذي تعبت الدجاجة الصغيرة في زراعته.
هنا طلبت الدجاجة الكبيرة من الدجاجة الصغيرة أن تأخذ مهمة العناية بالقمح وحصاده، وبفرح وافقت الصغيرة وانطلقت نحو المحصول الناضج لجمعه بكل حب ورعاية، بينما ذهبت الدجاجة الكبيرة لتكون إلى جانب صغارها.
ثم وبصوت حنون للمرة الثالثة سألت الدجاجة الصغيرة "من سيقوم برفع القمح إلى الطاولة؟" ولكن كالعادة تجاهل جميع أفراد الحظيرة الطلب، فبدأت الدجاجة الصغيرة في إعداد القمح بمفردها، مروراً بجميع المراحل حتى أصبح دقيقاً أبيضاً جميلاً، وبينما كانت تختم العملية بنجاح هرعت الدجاجة الكبيرة لاصطياد الديدان لصغارها.
إقرأ كذلك: مغامرة بيبو الدبدوب في بلاد الأحلام| قصص قبل النوم للأطفال مكتوبة خيالية طويلة
وفي اليوم التالي بينما كان الخبز الأبيض الجميل جاهزًا للتناول، سألت الدجاجة الكبيرة "من سيأكل؟" فأجاب الجميع بحماس "نحن سنأكل"، ولكن رفضت الدجاجة الكبيرة قائلة: "لا، لن يأكل أحد سوى أنا والدجاجة الصغيرة".
وبهذا النموذج الجميل يا أطفالي الصغار للتعاون والمساعدة المتبادلة، أكدت الدجاجتان أن من لا يتعاون مع الآخرين ويستعد لمساعدتهم، فليس له الحق في جني ثمار نجاحهم.