قصة اللص الصادق والملك والوزير الخائن حكاية للاطفال

لا يختلف إثنان أن رواية القصص الممتعة للأطفال كل ليلة قبل النوم من الأمور المهمة لما لها من فوائد عديدة، فهي تساهم على تنمية مهاراتهم اللغوية وتعلم مفردات ومصطلحات جديدة، وتساعد قصص الأطفال على فهم مشاعرهم ومشاعر الآخرين، وتعلم كيفية التواصل مع الآخرين وبناء العلاقات الاجتماعية بشكل صحيح، ولعل أهم فوائد رواية القصص والحكايات بشكل عام هي ترسيخ القيم والأخلاق الحميدة لدى الناشئة، مثل الصدق والعدل والرحمة.
قصة اللص الصادق والملك والوزير الخائن للأطفال

قصة اللص الصادق والملك والوزير الخائن للأطفال 

في بلدة بعيدة كان هناك لص إسمه عباد، وفي يوم من الأيام إلتقى اللص عباد برجل حكيم فطلب النصيحة منه ومساعدته لكي يصبح إنسانًا صالحًا: "سيدي الحكيم، أريد أن أتغير لأصبح رجلا جيدًا، أرجو أن تساعدني وتنصحني!".
هكذا طلب اللص عباد المساعدة من الرجل الحكيم الذي أجابه بدهشة: " بالطبع يا بني أنا أستطيع مساعدتك، ولكن بشرط أن تفعل ما أقول".
بعد أن وافق اللص على شرط الحكيم، قال له: "جيد إذن، عليك أن تعدني أن تتخلى عن عادة سيئة واحدة فقط".

قصة اللص الصادق والرجل الحكيم

وهكذا فكر اللص في جميع عاداته السيئة لفترة قصيرة، فوجد أنه لن يستطيع التخلي عن السرقة لأنه بحاجة إلى المال حتى يعيل أسرته، فأخبر الرجل الحكيم أنه مستعد أن يترك الكذب، ووعده أنه لن يقول غير الصدق من اليوم فصاعدا!" فابتسم الرجل الحكيم وتمنى التوفيق للص عباد.
في اليوم الموالي كان عباد قد خطط للدخول إلى قصر الملك وسرقة ما بداخله من متاع ثمين، وهكذا تسلل اللص عبر بوابات القصر الخلفية مع منتصف تلك الليلة، وتسلق أسوار القصر إلى أن وصل إلى الشرفة الملكية.
وهو متجه إلى خزانة الملك تفاجأ بوجود شخص ملثم يقترب منه على الشرفة، لم تكن لديه أدنى فكرة عمن يكون الرجل الملثم، الذي لم يكن سوى الملك الذي كان متنكراً في زي رجل عادي، وقد خرج ليرى ما إذا كانت الأمور على ما يرام في القصر.
"من أنت؟ وكيف انتهى بك الأمر هنا؟" هكذا استفسر اللص عباد من الملك المتنكر، فأجابه الملك: " أُصمت يا صديقي.. لقد جئت من أجل سرقة كنوز الملك!".
نحن إذن متساويان في ذلك، "أجاب عباد وهو مسرور وسعيد لأنه وجد رفيق له، فتبادلا المصافحات، "سوف نقتسم الكنز بالتساوي" قال الملك وهو يتظاهر بسعادة غامرة، فقاما بفتح الخزانة الملكية معاً، وبينما كان الملك يخرج الكنز من الخزانة، كان عباد متحمسًا من كثرة الفرح وهو يرى الكنز.

قصة اللص الصادق والملك المتنكر 

بعد أن اقتسما جميع الكنوز بالتساوي، اكتشفا وجود ثلاث ماسات كبيرة متلألئة، فقال الملك: "لا زالت هناك ثلاث جواهر.. ولكن كيف سنقوم بتقاسمها؟" فأجاب اللص عباد: "دعنا نأخذ قطعة من الماس لكل منا ونترك واحدة للملك".
سأل الملك عن عنوان اللص عباد أثناء مغادرتهما، حتى يتمكنا من السرقة مرة أخرى في المستقبل، فأخبره عباد عن مكان سكناه.
وفي صباح اليوم الموالي اكتشف حراس القصر أن الخزانة الملكية قد سُرقت، فأسرعوا على الفور لإخبار الملك، فقال رئيس جنود البلاط الملكي: "يا صاحب الجلالة، لقد تم السطو على الخزانة الملكية".
رغم أن الملك كان على علم بكل شيء، إلّا أنه تظاهر بالصدمة: "ماذا تقول أنت؟ كيف حدث ذلك؟" سأل الملك وأضاف: "أين كنتم الليلة الماضية؟" وأمر الوزير بالتحقيق في القضية.
عندما ذهب الوزير إلى الغرفة التي سُرِق منها الكنز اكتشف وجود ماسة جميلة لامعة، فخطرت له فكرة شريرة تمثلت في الإحتفاظ بالماسة لنفسه: "هذه الماسة هي الشيء الوحيد الذي تبقى من الكنز، لا شك أن الملك لن يلاحظ وجودها"، هكذا فكّر الوزير في نفسه.
وكذلك كان، وضع الوزير الماسة في جيبه وعاد إلى الملك وقال له: "لقد أخذ اللصوص كل شيء يا صاحب الجلالة، والخزانة خالية تماماً من المجوهرات".
أمر الملك جنوده بإحضار اللص إلى المحكمة بعد أن كتب عنوانه في ورقة وأعطاها للوزير، فسارع الجنود إلى منزل اللص حيث وجدوا عباد واقتادوه مع الكنز المسروق إلى الملك، وبما أن الملك كان مرتدياً الزي الملكي الرسمي، فلم يتمكن اللص عباد من التعرف عليه.
"هل كنت من سرق كنوزي ليلة أمس؟" خاطب الملك عباد بلهجة قاسية، صمت عباد لفترة قصيرة من الوقت، وسرعان ما تذكر وعده للرجل الحكيم بعدم الكذب مجدداً فأجاب: "نعم يا سيدي الملك، لقد قمت بسرقة كنزكم، وكان معي شريك أيضاً قام بمساعدتي، وقد قمنا بتقسيم الكنز مناصفة وتركنا لك ماسة وحيدة"، "أين ذهبت تلك الماسة إذن؟" سأل الملك.
بدأت علامات الخوف تظهر على الوزير الذي أخذ الماسة، فلاحظ الملك ذلك وأمر بتفتيش جيوب الوزير، وفعلا تم إخراج الماسة من جيب الوزير فأمر الملك الذي كان غاضبا بسجن الوزير جزاء له على خيانته الأمانة.

قصة الملك واللص والوزير 

"لقد اعترفت بسهولة بفعلتك أيها اللص الصادق، لم فعلت ذلك وقد كان بإمكانك أن تُنكِر الأمر؟" سأل الملك متعجبا من صدق اللص عباد، أجاب عباد: "لقد نصحني الرجل الحكيم أن أتخلى عن عادة سيئة واحدة حتى تتصلح أحوالي، وكان من الصعب بالنسبة إلي أن أتخلى عن السرقة لأنها كانت مصدر رزقي الوحيد، ولكنني وعدته بأنني سوف أتخلص من الكذب وأقول الحقيقة دائمًا".
كان إعجاب الملك كبيراً بصدق اللص عباد لدرجة أنه قام بتعيينه وزيرًا له بدل الوزير الخائن، وهكذا تغيرت أحوال عباد وأصبح وزيرا أمينا عادلا لبقية حياته.

الدروس والعبر المستفادة من قصة اللص الصادق والملك والوزير

تعلمنا قصة اللص الصادق دروسا أخلاقية مهمة أهمها:
أنه يجب علينا التخلي عن كل عاداتنا السيئة حتى نصبح أشخاصًا أفضل.
أنه يجب علينا دائمًا اختيار طريق الحق للحصول على نتائج جيدة.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-