يجب على كل أم وأب أن يعلموا أطفالهم الأخلاق الحميدة مثل الصدق والأمانة والشجاعة والصبر والكرم والكثير من الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها الجميع، فالأخلاق هي أساس أي أمة وكما يقول الشاعر:
"إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"
وهنا في موقع فبلين نهتم دائمًا بتوفير قصص الأطفال الهادفة ولذلك فإننا نقدم لكم أكثر من 11 قصة قصيرة حول موضوع الأخلاق والفضائل ونوضح في كل قصة الدروس المستفادة منها، فتابع معي عزيزي القارئ.
قصة قصيرة حول موضوع الأخلاق والفضائل
يُحكى أن طفل صغير عمره 8 سنوات رأى مع والده زجاجة مياه فارغة وبداخلها ثمرة برتقال كبيرة، فتعجب الطفل وأخذ يفكر كيف وصلت هذه الثمرة إلى هنا كما هي وبدون أن تنكسر الزجاجة!.
عندما لم يجد جوابًا مقنعًا سأل والده، فأخذه الأب إلى حديقة المنزل وأحضر زجاجة مياه فارغة وأدخل بها ثمرة برتقال صغيرة وربط الزجاجة في الغصن وتركها وطلب من ابنه متابعتها كل يوم حتى يكتمل نموها.
عندما كبرت الثمرة داخل الزجاجة وفهم الطفل كيف دخلت، قال له الأب: "والآن يا ولدي تخيل أن هذه الثمرة هي الأخلاق الحميدة، وهذه الأخلاق لو زرعناها بداخل الطفل منذ الصغر سيصعب إخراجها منه بعد ذلك، مثل هذه البرتقالة".
يمكنك قراءة أيضًا: قصص عن حُسن الخلق للأطفال
قصة عن الصدق للأطفال
كان هناك ولد يحب اللعب والمرح طوال الوقت، وفي أحد الأيام طلب منه والده أن يساعده في رعي الأغنام في المرعى الموجود خلف تلال القرية، أخذ الولد الأغنام وذهب إلى مكان الحشائش الخضراء وتركهم يأكلون وهو يجلس ويشاهدهم.
شعر الولد بالملل فأراد أن يلهو قليلًا فأخذ يصيح بصوت عال "ساعدوني! ذئب سيأكل أغنامي!"، عندما سمعه الناس جاءوه بسرعة لمساعدته ولكنهم تفاجأوا بأنه يضحك والأغنام بخير ولا يوجد أي ذئاب في المكان حوله.
في اليوم التالي عندما ذهب الولد مع أغنامه ليرعاهم كرر نفس الفعل وأخذ ينادي "ذئب! ساعدوني!" وجاء الجميع مرة ثانية ولم يجدوا شيء ورأوه يضحك ويخبرهم أنه يمزح، فعادوا إلى عملهم وهم غاضبين من ذلك الفتى الكذاب وقرروا عدم تصديقه مرة أخرى.
وفي يومٍ من الأيام وبينما كان الولد يرعى الغنم ويلعب بجوارهم، فإذا بذئب كبير يقترب من أغنامه فأخذ الفتى ينادي "ذئب! ذئب! أنقذوني سيأكل الأغنام" ولكن الناس لم يصدقوه ولم يأت أحد لمساعدته.
أكل الذئب الكثير من الغنم وأصاب غيرهم بجروح أثناء مطاردته لهم، وعاد الفتى إلى القرية وعندما رآه والده وسمع منه ما حدث قال له "يا بني، الكذب صفة سيئة لا يحبها الله ولا يحبها الناس، انظر ماذا فعل بك وبالأغنام وجعلنا نخسر الكثير! التزم الصدق في كل أمور حياتك لأن الكذب يؤدي بصاحبه إلى الهلاك".
قصة عن الشجاعة للأطفال
كان يا ما كان في يوم من الأيام، كان هناك ولد صغير اسمه رحيم وقد كان اسمًا على مُسمى كما يُقال، فقد كان رحيم صاحب قلب طيب وعطوف على الجميع ويتمتع بالكثير من الصفات الحسنة والأخلاق الحميدة وأهمها الصدق والشجاعة.
ذات مرة طلبت أم رحيم منه أن يذهب إلى السوق ويشتري لهم الطعام وأعطته النقود اللازمة لذلك، وفي طريقه إلى السوق قابل رجل كبير في السن ويبدو عليه التعب وطلب من الطفل بعض الطعام لأنه جائع ولا يملك المال، فكر رحيم وأعطاه بعض من النقود التي معه ليشتري لنفسه طعام.
أكمل الفتى الصغير طريقه إلى السوق وهناك وجد طفلًا صغيرًا يبكي في الزاوية لأنه يرغب في تناول الحلوى ولا يملك المال لأنه يتيم، فشعر رحيم بالحزن من أجله وذهب اشترى له الحلوى التي يريدها وأعطاها له ثم أكمل طريقه.
عندما وصل رحيم إلى السوق وجد سيدة عجوز تبكي وتطلب مساعدته لأن أحفادها جائعين ولا تملك المال لتطعمهم فأعطاها ما تبقى معه من مال فشكرته وذهبت لشراء الطعام، وبعدها تذكر رحيم أن والدته طلبت منه أن يشتري لهم طعامًا بهذه النقود.
وقف رحيم يفكر ماذا سيفعل الآن! فرآه صديقه وعندما عرف منه ما حدث قال له: " لم فعلت ذلك يا رحيم؟! ماذا ستقول لوالدتك الآن وكيف ستحضر لها الطعام؟! بالتأكيد ستوبخك وتضربك على فعلتك ولذا من الأفضل أن النقود تمت سرقتها"
كان رحيم فتى صادق وشجاع ويتحمل نتيجة أفعاله، لذلك فقد قرر أن يعود إلى المنزل ويخبر والدته بما حدث حقًا وإذا أرادت أن تعاقبه فسيتحمل العقاب بكل شجاعة، وبالفعل وصل إلى البيت وأخبر والدته بكل شيء بالتفصيل ولكن المفاجأة أن والدته كانت فخورة بابنها صاحب القلب الطيب.
وأخبرته أنها سعيدة لأنه فضل الفقراء والمساكين على نفسه ووالدته وقرر مساعدتهم، وفي تلك اللحظة دق الباب وعندما فتحت الأم وجدت سيدة عجوز تهديها صندوقًا مليئًا بالنقود وقالت لها أن تشكر ابنها الصغير لأنه ساعدها في السوق وفي طريق عودتها وجدت ذلك الصندوق وقررت أن تُهديه نصف ما فيه.
يمكنك قراءة أيضًا: قصص عن الصدق لتعليم الأطفال القيم والصفات الحميدة
قصة عن الأمانة للأطفال
سامر فتى في المرحلة الابتدائية ومصروفه اليومي هو ثلاثة جنيهات فقط ولا يكفيان لشراء الكثير من الحلوى مثل بقية زملائه، فهم يأخذون مصروف 5 أو 10 جنيهات، وعندما طلب سامر من والده زيادة مصروفه أخبره أن راتبه لا يسمح بذلك.
في أحد الأيام وبينما سامر يسير في فناء المدرسة وجد 10 جنيهات ملقاة في الأرض، أخذها الفتى وذهب إلى مدير المدرسة وأخبره أنه وجدها في الفناء، فنادى المدير في الميكروفون على من فقد أي نقود يتوجه إلى مكتبه، فتوجه أحد التلاميذ وأخبره بقيمة المبلغ وأخذه وشكر سامر لأنه أعاده إليه.
جلس المدير مع سامر وشكره هو الآخر وأخبره أن ثواب أمانته سيعود إليه وسيكافئه الله في الدنيا والآخرة، لأن الأمانة صفة حميدة يجب أن يتصف بها الجميع، لم يكن سامر يفهم الكثير من كلمات المدير لصغر سنه ولكنه تعلم ألا يأخذ شيء لا يملكه مهما كانت حاجته إليه.
عاد سامر إلى المنزل وحكى لوالدته ما حدث معه وكذلك ما قاله مدير المدرسة، فقالت له: "لقد صدق المدير يا صغيري، فإن أمانتك هذه ستعود إليك في الدنيا والآخرة، بل إنها قد عادت بالفعل قبل وصولك إلى البيت".
لم يفهم سامر معنى أن جزاء أمانته قد عاد إليه قبل عودته من المدرسة، فأخبرته أمه أن والده قد حصل على ترقية في عمله وزاد راتبه الشهري وقرر أن يمنح سامر مصروف يومي 10 جنيهات، وبذلك يكون حصل على العشر جنيهات كل يوم وليس مرة واحدة فقط.
قصة المزارع الحكيم باهر
كان هناك مزارع حكيم اسمه "باهر" يعيش في قرية صغيرة ويعرف الجميع أنه شخص لطيف ويحب عمله كمزارع، ولأنه كان يعرف الكثير عن الزراعة والفلاحة فقد كان يساعد أهل قريته في ذلك ويعلمهم كل شيء.
وفي يوم من الأيام مرت مجموعة من المسافرين على القرية وطلبوا من "باهر" أن يقيموا في مزرعته عدة أيام فقط للاستراحة، وافق المزارع الطيب ووفر لهم كل ما يحتاجونه للمبيت في منزل المزرعة وكان يعلمهم الكثير عن شئون الزراعة أثناء إقامتهم عنده.
اندهش المسافرون من كمية المعلومات والخبرة التي يمتلكها وكيف يمكنه أن يجعل الأرض تنتج الكثير من المحاصيل بالعديد من الطرق، ولذلك عندما حان موعد رحيلهم عرضوا عليه أن يذهب معهم لقريتهم والقرى التي يمرون عليها ويعلم الناس ما يعرفه وسيكون له الكثير من الأموال.
أُعجب المزارع الطيب "باهر" بالعرض وكان يفكر في قبوله ولكنه أدرك في آخر لحظة أن أهل قريته بحاجة إليه لأنهم يتعلمون منه كل شيء وإذا تركهم سينهار كل شيء قد بدأه معهم، فأخبر المسافرين أنه لن يسافر ويترك قريته.
عاش المزارع بين أهل قريته يعلمهم كل يوم ويساعدهم في تطوير أنفسهم حتى أنشأ مجتمع غني ويعرف كل ما يخص أمور الزراعة بالتفصيل، واشتهر في العديد من القرى المجاورة وأصبح يزوره الكثير من صغار الفلاحين ليتعلموا منه.
لقد فهم "باهر" ان واجبه تجاه مجتمعه أهم من المال والسفر واهتم بحاجات الآخرين قبل حاجاته ورغباته الشخصية، فالسفر وترك القرية ربما كان مكسبًا له ولكنه مكسب قصير الأجل، فالمكسب الحقيقي والمستمر هو بقائه ومساعدة المحتاجين في موطنه والمناطق المجاورة لهم.
يمكنك قراءة: قصص تعليمية للأطفال
قصة الفتى صالح ومساعدة الآخرين
كان هناك فتى صغير اسمه "صالح" يعيش في قرية صغيرة بين الجبال، وكان معروف عنه أنه يحب مساعدة جيرانه ويعامل الجميع بلطف واحترام فكان كل أهل القرية يحبونه بسبب أخلاقه الحسنة.
عاش "صالح" مع سكان القرية حياة هادئة وكانوا يعملون في الزراعة سويًا ويساعدون بعضهم البعض، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي زارهم فيه الساحر الشرير، كان ذلك الساحر يكره الخير للناس ولا يحب أن يرى شخص يساعد غيره، ولذلك شعر بالغضب منهم.
قرر أن يلقي عليهم لعنة القسوة، فجعلهم قساة القلوب وتوقفوا عن مساعدة بعضهم في أي شيء، بل أن هؤلاء القرويين أصبحوا يتمنون الشر لغيرهم، فالجار يتمنى الأذى لجاره ويكره أن يراه سعيدًا مع أسرته.
تأثرت كل القرية بتلك اللعنة ما عدا ذلك الفتى "صالح" وقد كان شجاعًا أيضًا، فقرر أن يخرج في طريقه يبحث عن الساحر ويجعله يوقف اللعنة عن قريته، وبالفعل سافر الفتي من مكان إلى آخر بحثًا عن الساحر حتى وجده أخيرًا.
كان يعيش في قصر عملاق وبداخل القصر يوجد الكثير من الكنوز والمجوهرات والأموال التي لا حصر لها، انبهر الفتى بما رآه في القصر ولكنه تذكر الهدف الذي جاء من أجله، فطلب من الساحر أن يكسر تلك اللعنة عن قريته.
ضحك الساحر من طلبه وأخبره أنه يعرض عليه الحصول كل الكنوز والمجوهرات التي رآها في القصر له بمفرده ويعيش غنيًا لنهاية حياته، أو يخرج من القصر فقيرًا كما جاء ووقتها يمكن للساحر أن يزيل اللعنة عن القرية.
لم يفكر "صالح" وأجابه أنه يريد منه أن يزيل تلك اللعنة فقط ولا يرغب في الثروة والمال، فمساعدة أهل قريته وجيرانه أهم من كل ذلك، فتعجب الساحر من شدة حب الفتى لمساعدة الآخرين وقرر أن ينفذ له رغبته كمكافأة له.
وعاد الفتى إلى قريته ووجد أن أهلها قد عادوا إلى سابق عهدهم ولم تعد قلوبهم قاسية بسبب اللعنة وكانوا يساعدون بعضهم مرة أخرى، واعتبروا "صالح" بطل شجاع لأنه ضحى بالثروة من أجل مساعدة الآخرين وسعادتهم، فالثروة الحقيقية هي العمل والتعاون مع الآخرين ومساعدتهم.
قصة عن التواضع | الغني المتكبر
كان هناك رجل ثري بشكل لا يصدق، يمتلك ثروة هائلة، ولكنه كان يفتخر بها بشكل مبالغ فيه، وكان يتكبر على الآخرين بسبب ثرائه الفاحش ويستهزئ بالفقراء ويعاملهم بقسوة، وحتى أنه أحيانًا يصل إلى حد الضرب والإهانة، وكان يتجول في الشوارع بمظهر متعالٍ يتجاهل صرخات الحاجة والمعاناة من حوله.
وفي يوم من الأيام، وقع هذا الرجل الغني في حفرة عميقة أثناء تجواله وعجز عن الخروج منها بمفرده، بدأ يستغيث بالمارة للمساعدة، ولكن كل من رأى وضعه تجاهله لأنهم كانوا يعرفون سلوكه السيء وتكبره الذي لا يُطاق، ومع كل نداء يصدره يتجاهله الناس ويتجاهلونه، حتى جاء رجل فقير كان يعاني تحت يديه ولكنه لم يتردد في مساعدته، فأخرجه من الحفرة بكل صدق وإخلاص.
من هذه التجربة المؤلمة، استوعب الرجل الغني العظة والعبرة وتغيرت حياته إلى الأبد، فقد أدرك أنه لولا مساعدة هذا الفقير لكان قد فُضِي إلى الموت في تلك الحفرة العميقة، منذ ذلك الحين قرر أن يغير من سلوكه تجاه الناس، وأن يعيش بروح التواضع والعطاء.
بدأ يتصدق بسخاء على المحتاجين ولم يعد يتجاهل معاناتهم، بل يقف إلى جانبهم ويقدم لهم يد العون والمساعدة، وبفضل هذه التحولات الإيجابية في حياته أصبح الناس يحبونه ويحترمونه، وأصبحت ثروته سببًا للخير والبركة للجميع.
وهكذا نتعلم من هذه القصة الرائعة أهمية التواضع والعطاء وضرورة مساعدة الفقراء والمحتاجين، وأن الثروة الحقيقية ليست فقط في النفوس، بل في القدرة على مد يد العون وتغيير حياة الآخرين إلى الأفضل.
إقرأ أيضاً: قصة الحمار الأحمق وحقيبة الملح
قصة عن الغضب
في أيامٍ قديمةٍ كان هناك صبي يدعى أحمد، شخصيةٌ شابة مليئة بالحيوية والطاقة، ومع كل هذا الحماس والنشاط كانت تظهر لحظاتٌ من الغضب تأخذ عقله وتجعله يفقد سيطرته، وكانت كلماته العنيفة تتساقط مثل السهام وتصيب الآخرين بالألم والحزن.
وكان والده، السيد علي، رجلًا حكيمًا ومتفهمًا يبحث دائمًا عن طرق لمساعدة ابنه في التغلب على تلك المشكلة حتى لا يكون ابنه مكروهًا من الآخرين، لذا قرر السيد علي أن يجد حلاً لهذا الغضب الذي يسيطر على ابنه.
بعد لحظاتٍ من التفكير جاءت له فكرةٌ غريبة ولكنها كانت مبتكرة، قال لابنه أحمد: "يا بني إذا شعرت بالغضب، اذهب إلى ذاك الحائط واضربه بفأسٍ واتركه فيه، وكلما زاد غضبك، اضرب الفأس بشدة أكبر في الحائط!".
بدأ أحمد في تنفيذ الخطة وكلما شعر بالغضب ذهب إلى الحائط وبدأ بضرب الفأس به بشكل عنيف، في البداية كان يضرب بشدة كبيرة، مما أدى إلى تشكيل حفرٍ في الحائط، لكن مع مرور الوقت بدأ يتحكم بغضبه بشكلٍ أفضل، وبالتالي استخدم الفأس بشكلٍ أقل.
وفي يومٍ من الأيام، وبعد أن شعر أحمد بالفخر لأنه استطاع التحكم في غضبه، طلب والده منه أن يزيل الفؤوس من الحائط، وعندما قام بإزالتها اكتشف أن الحفر لا تزال هناك في الحائط.
فأوضح السيد علي لأحمد قائلاً: "يا بني، الغضب مثل غرس الفؤوس في الحائط، والتحكم في الغضب مثل إزالة هذه الفؤوس من الحائط، لكن كلمات الغضب التي نقولها يمكن أن تترك آثارًا دائمة على الآخرين مثل هذه الحفر، لذلك لا تترك الغضب يتحكم فيك لأنك لن تستطيع إزالة أثره من نفوس من حولك".
ومنذ ذلك اليوم، أدرك أحمد أهمية التحكم في غضبه، وأصبح أكثر حذرًا في كلامه وتصرفاته، وكان يتذكر دائمًا قصة الفؤوس في الحائط التي علمته درسًا قيمًا في الحياة.
قصة عن الأمانة والأخلاق
في يومٍ من الأيّام كانت الشمس تتوارى خلف سحابة رقيقة، والهواء اللطيف يلفّ بنسماته المنعشة الشوارع الضيّقة في القرية الصّغيرة، وفي هذا اليوم الجميل قام والد أحمد بمناداة ابنه الصّغير الذي كان يلهو في فناء المنزل، وقدم له خمسة جنيهات معتمداً عليه لشراء الحليب من محل البقّال.
أحمد الذي كانت عيناه تلمعان بالبهجة، أخذ النقود ووعاء صغيرًا ليضع فيه الحليب، ثم انطلق بسرعة نحو محل البقالة وهو يتذكر الوعد الذي قطعه لوالده بأن يقوم بالمهمة بكل دقّة ومهارة.
وبمجرد وصوله إلى المحل لاحظ الحلوى الملونة الموجودة على الرف، فتوجّه مباشرةً إلى البائع وطلب منه حليب بقيمة أربعة جنيهات مع شراء الحلوى الملونة التي كان يحلم بها بالجنيه المتبقي.
بعد أن أعطاه البائع البضاعة التي طلبها وهي الحليب والحلوى الملونة، انطلق أحمد بهدوء وسرعان ما وصل إلى منزله محملاً بالحليب الطازج، وبينما كان والده يفحص الوعاء اكتشف أن الكمية أقل من التي يشتريها بخمسة جنيهات، فقال لابنه أحمد أن يأخذ الحليب ويعود به للبائع مرة ثانية.
في حين كان ينتظر والد أحمد رد فعل ابنه، أخبره الولد بكل صراحة بالحقيقة وهي أنه اشترى الحليب بأربعة جنيهات فقط والجنيه المتبقي اشترى الحلوى الملونة، وتمسك بالأمانة والشفافية في تعامله، استبشر الأب بابتسامة وقال له بفخر: "أحسنت يا بنيّ! لقد أظهرت النّزاهة والأمانة، وهذا يجعلني فخورًا بك".
وبهذا، أعطى الأب جنيهًا إضافيًا لابنه تقديرًا لنزاهته، وغمرت السعادة قلب أحمد الصغير الذي شكر والده على التربية الصالحة التي حصل عليها.
قصة عن الرحمة وحسن الظن
في يومٍ جميل، كانت مديرة المدرسة، السيدة نادية، تتجول في أروقة المدرسة، وفجأةً لاحظت شيئًا غير عادي في غرفة معلمة الصف الأول السيدة لينا، كانت ملامح وجهها مليئة بالقلق والحيرة، كما لو كانت تخفي قصة مثيرة.
اقتربت نادية وقالت بلطف: "مرحبًا لينا، هل يمكنني مساعدتك بشيء؟ لاحظتك تبدين قلقة جدًا"
أجابت لينا بحزن: "نعم نادية، هناك طالب في فصلي يتصرف بطريقة غير معتادة ومزعجة للغاية، وأشعر باليأس!"
تساءلت نادية بفضول: "ما هو السبب وكيف يتصرف بغرابة؟"
أوضحت لينا بحيرتها: "هذا الطالب يميل إلى لمس وجوه زملائه بشكل غير لائق، وعندما يتحدث معي، يقترب كثيرًا ويحاول لمس وجهي أيضًا! حاولت مرارًا توجيهه إلى ترك مسافة بينه وبين من يتحدث إليهم، لكن بدون جدوى!".
بعد حديث مطول ومفصل، قررت نادية استدعاء الطالب لتحدث معه، في البداية لم يظهر الطالب اهتمامًا، لكن عندما تحدثت المديرة نادية معه حول تصرفاته، بدأ الطالب يتحرك بخجل نحوها ووضع يده بلطف على وجهها وابتسم، ثم غادر المكتب.
بعد ذلك شعرت نادية بأنها بحاجة إلى استدعاء والدي الطالب، فقد يكون التصرف الغريب للطالب ناتجًا عن مشكلة في البيت، في اليوم التالي استعدت نادية لاستقبال والدي الطالب وهي مستعدة لمواجهة أي تحديات قد تكون هناك.
وصل والد الطالب مع زوجته وكانت والدته تمسك بيد زوجها بقوة، في نفس اللحظة ركض الطالب إليهما وأخذ يلمس وجوههما بيديه بنفس الطريقة التي كان يتعامل بها مع زملائه ومعلمته، وأخذ الوالد يتحسس وجه ابنه ويشعر به بحنان ورعاية كبيرة.
سأل الوالد ابنه بفضول: "ماذا حدث؟"، أجاب الطالب ببراءة: "لا أعرف"، ثم خبّأ وجهه بين يدي والده بحجّة الخجل.
هنا اكتملت الصورة بالنسبة لنادية وأدركت حقيقة الأمر، إن والد الطالب كان أعمى وكانت هذه هي طريقته الوحيدة للتواصل مع ابنه الذي كان أعز الناس إليه، وقد تعلّم الطفل من والده كيفية التعبير عن الحب والشكر بطريقة فريدة من نوعها من خلال لمس وجه من يحبهم.
وعندما سأل والد الطفل مديرة المدرسة والمعلمة عن سبب الاستدعاء الذي أرسلته المدرسة إليهما وقال لها "ما المشكلة؟ إن ابني مؤدب وخلوق، أنا أراه بقلبي على الرغم من أنني رجل كفيف"، حينها لم تعرف المديرة نادية بماذا تجيب وحاولت تجميع أفكارها ثم قالت للوالدين:
"إن ابنكما مميز جدًا ومحب لزملائه بطريقة ملفتة للانتباه، وأردنا فقط أن نتعرف عليكما لأنكما السبب في تميزه عن الآخرين".