نقدم لكم من خلال موقع فبلين قصة أطفال دينية ممتعة وبالتأكيد سيحبها طفلك، ففي السطور التالية سنقرأ معًا قصة فيل أبرهة الحبشي ذلك الملك الظالم الذي حاول هدم الكعبة المشرفة بالأفيال والجنود.
سنتعرف على دور الفيل في هذه الحادثة التاريخية الشهيرة والتي ذكرها لنا الله سبحانه وتعالى في القرآن، هل سيساعد هذا الحيوان في محاولة هدم بيت الله؟ أم أنه سيكون أفضل من هؤلاء الطغاة ويتراجع عن ذلك؟! تابعوا معنا في السطور القادمة لنعرف كل ذلك.
اقرأ أيضًا:قصة أصحاب الكهف للأطفال بأسلوب شيق وجميل
قصص دينية للاطفال - قصة فيل ابرهة
في قديم الزمان كان هناك فيل كبير وضخم جدًا يعيش في بلد تسمى "الحبشة"، وفي أحد الأيام رآه بعض الصيادين وأرادوا أن يصطادوه ليستفيدوا منه فقاموا بعمل حفرة كبيرة وغطوها بأوراق الأشجار، وعند مرور الفيل على الأوراق سقط في الحفرة وتم اصطياده.
أخذ الصيادون الفيل وذهبوا إلى بلد أخرى تسمى اليمن واشتراه ملكها، وكان ملك اليمن ملك ظالم وكافر بالله عز وجل ويدعى أبرهة الحبشي أو أبرهة الأشرم، وكان لديه جيش كبير جدًا ولأنه كما ذكرنا كان الفيل ضخم وكبير الحجم فقد كان يضعه في مقدمة الجيش دائمًا.
كان يشعر أبرهة الحبشي بالغيظ لأن الناس تذهب إلى مكة المكرمة لزيارة الكعبة المشرفة والطواف حولها وشراء الكثير من الأشياء من هناك فكان تجار مكة يربحون الأموال الوفيرة في موسم الحج كل عام.
أراد أبرهة أن يستفيد هو بهذه الأموال والتجارة التي يكسبها أهل مكة من الحج فقام ببناء بيت كبير وفخم في اليمن وطلب من الناس أن يحجوا إلى بيته ولا داعي من الذهاب إلى مكة، ولكن لم يستجيب لطلبه أحد ولم يتوجهوا للحج في بيت أبرهة.
تمكن الحقد الشديد من أبرهة وقرر أن يذهب إلى مكة ويهدم الكعبة حتى لا يجد الناس مكان آخر يذهبون إليه فيضطرون إلى المجيء لليمن والحج عند بيته، ولذلك جمع أبرهة كل جيشه وأحضر معهم مجموعة من الأفيال لتساعده في هدم الكعبة وكان من بينهم الفيل الضخم الذي اصطاده الصيادون من الحبشة.
كان ذلك في نفس العام الذي ولد فيه الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، ولذا سُمي عام مولده بعام الفيل حيث تحرك أبرهة بجيشه وفي مقدمته الأفيال وعلى رأسهم الفيل الضخم، وعندما وصلوا إلى مكة قام الجنود ببناء خيمة كبيرة للملك وبدأوا في سرقة حيوانات أهل مكة مثل الجمال والأغنام وغيرهم.
كان من بين الجمال التي سرقها جيش أبرهة إبل عبد المطلب وهو جد النبي محمد، فذهب إلى أبرهة غاضبًا وطلب منه أن يعيد إليه الإبل الخاصة به، فتعجب من طلبه وقال له "أنت تعلم أنني جئت إلى مكة لهدم الكعبة وتطلب مني الجمال! أيهما أهم بالنسبة لك؟!"
فكان رد عبد المطلب أن الإبل ملكه وهو يحتاجها الآن، أما البيت فهو مِلك لله والله كفيل بحمايته وقال جملته الشهيرة "للبيت رب يحميه"، أغضب ذلك الرد أبرهة وأراد أن يثبت للجميع أنه قادر على هدم الكعبة ولا يوجد رب يحميها كما يقولون، فأمر جنوده أن يعيدوا الجِمال إلى عبد المطلب ويستعدوا لهدم الكعبة غدًا.
مع بداية صباح اليوم التالي تحرك الجيش والأفيال وفي مقدمتهم الفيل الضخم باتجاه الكعبة، مشى الفيل ولا يعلم إلى أين هو ذاهب وما هي المهمة المطلوبة منه، ولكنه عندما وصل أمام الكعبة وعرف أن المطلوب هو هدم الكعبة المشرفة التي بناها سيدنا ابراهيم وابنه اسماعيل توقف في مكانه.
شعر الفيل بأنه يستمع إلى صوت ما يخبره أن يبتعد عن المكان ويحذره من هدم بيت الله حتى لا يتعرض للهلاك، تراجع خطوتين للوراء وعندما لاحظ جنود أبرهة ذلك بدأوا في ضرب الفيل بالسوط بقسوة، ولكنه رغم الألم لم يتقدم أي خطوة للأمام واستمر في التراجع للخلف وفعلت باقي الأفيال مثله.
هربت الأفيال من المكان وأثناء هروبها داست على عدد كبير من الجنود وقتلتهم تحت أقدامها، استمر الأفيال في الركض حتى ذهبت إلى الصحراء ولم تشترك في جريمة هدم الكعبة التي أراد الظالمين أن يفعلوها وحمى الله بيته بإرسال تحمل حجارة من نار ورمتها على الجنود فأهلكتهم.
اقرأ لطفلك:قصة يونس والحوت | قصص دينية للاطفال
الدروس المستفادة من قصص دينية للاطفال - قصة فيل ابرهة
نتعلم يا أصدقائي من قصة الأطفال هذه أن الله عز وجل قادر على كل شيء، حتى أنه قادرًا على هزيمة جيش كامل بدون الحاجة إلى أي جندي من البشر، فقد هزم جيش أصحاب الفيل بأسراب الطيور.
كما نتعلم ألا نمشي في طريق الشر مهما كانت الضغوطات، فهذا الفيل وهو حيوان قد فهم أن هذا بيت الله ولا يجب أن يساعد في هدمها فتراجع وهرب بعيدًا رغم الضرب والتعذيب الذي تعرض له حتى يتقدم للأمام.