لأننا في موقع فبلين نعرف أن الأطفال الصغار يحبون أن يقرأوا أو يستمعوا إلى القصص الدينية بأسلوب سهل وبسيط يناسب مستوى استيعابهم، فإننا اليوم جئنا بقصة دينية شيقة وممتعة وبها الكثير من الدروس التي نتعلمها منها.
قصتنا اليوم هي قصة مجموعة أشخاص ذكرهم الله لنا وحكى قصتهم في القرآن وسمى سورة بأكملها باسمهم وهي سورة الكهف، وقصتنا يا أحبابي هي قصة أصحاب الكهف، فهيا بنا أصدقائي الصغار لنتعرف على قصتهم بالتفصيل وماذا حدث لهم ولماذا سموهم أصحاب الكهف.
اقرأ معنا: قصة النمل مع سيدنا سليمان من القرآن للأطفال
قصة أصحاب الكهف - قصص دينية للأطفال
في قديم الزمان كانت هناك مدينة يحكمها ملك ظالم لا يؤمن بالله الواحد الأحد، ولم يكتفي بذلك فقط، بل إنه كان يعذب من يعبد الله أو يدعو إلى عبادته لا شريك له ويجعل أعوانه الفاسدين يطاردونه حتى يقتلوه.
انتشترت عبادة الأصنام في هذه المدينة وكان أهلها يفعلون الكثير من الأمور السيئة التي تغضب الله سبحانه وتعالى، وتركوا عقلهم للشيطان يوسوس لهم وينفذون كلامه بدون تفكير ويرتكبون المعاصي.
وفي تلك المدينة نفسها كان هناك عدد من الفتية المؤمنين بالله، كانوا سبعة أو ثمانية شباب ولا يعلم أحد منا كم كان عددهم بالتحديد فالله وحده عالم كل شيء، ولأن هؤلاء الفتية كانوا مؤمنين ويخافون الله حقًا فقد شعروا بالغيرة على دينه وأرادوا الدفاع عنه وتنبيه الناس إلى طريق الحق.
إقرأ معنا: قصة اصحاب الاخدود للاطفال
وكما توقعتم يا أطفالي فإن الملك الظالم لم يكن يقبل بذلك في مدينته، وعندما دعاه الشباب إلى عبادة الله وترك الذنوب والمعاصي والالتزام بالعمل الصالح لأن هناك بعث وحساب وجنة ونار بعد الموت، رفض نصحهم له هو ورجاله وقرر أن يتخلص منه.
بدأ صراع بين الطرفين وكان الملك وأعوانه وأتباعه من أهل المدينة الفاسدين في مواجهة هؤلاء الفتية الصالحين لأنه خاف من انتشار دعوتهم لأنها دعوة الحق وهو لا يريد ذلك حتى يظل في حكمه وسيطرته على المدينة ولا يصبح هناك ملك غيره على كرسيه.
اجتمع الملك مع رجاله وخططوا معًا حتى يجدوا طريقة يتخلصوا بها من هؤلاء الشباب، ولكن الله ألهمهم بفكرة الهروب من المدينة عندما شعروا بأن الملك يخطط لأمر ما ضدهم، وبالفعل تركوا المدينة سرًا وتوجهوا إلى كهف في الصحراء لا يسكنه أحد.
كان كلبهم يرافقهم في كل مكان وذهب معهم إلى ذلك الكهف ونام أمام مدخله وكأنه يحرسهم، وبمجرد أن دخلوا إلى كهفهم وغابت الشمس حتى شعروا بالسكينة والأمان وغلبهم النعاس وهم جالسين يذكرون الله فناموا جميعًا في أماكنهم.
ومن عجائب قدرة الله أن جعل جميع الشباب ينامون في أماكن أمام فجوة يدخل منها شعاع الشمس إلى الكهف كل يوم حتى لا تفسد أجسامهم من الرطوبة في الداخل، وكانوا يتقلبون على كل جانب دون أن يستيقظوا أو يراهم أحد من خارج الكهف.
إقرأ أيضاً: قصة سيدنا يوسف للأطفال
مرت الأيام تلو الأيام والسنوات وراء السنوات حتى مضى أكثر من 300 عام وهم نائمون في أماكنهم وعيونهم مفتوحة كأنهم مستيقظين وأصبح شعرهم طويل، وفي خلال تلك المدة الزمنية كانت المدينة قد تغيرت وكل شيء أصبح من الماضي.
استيقظ فتية الكهف وسألوا بعضهم البعض عن المدة التي ناموها، فقالوا يومًا أو أقل ولكن عندما وجدوا شعرهم وذقونهم تغيرت فتعجبوا كيف يحدث ذلك في يوم واحد فقط، ثم شعروا بالجوع الشديد ففكروا في احضار الطعام.
اتفقوا أن يرسلوا أحدهم بالنقود التي معهم إلى المدينة ليحضر لهم الطعام ولكن يجب أن يتخفى جيدًا حتى لا يراه أي شخص في المدينة ويعرفه ويقبض عليه رجال الملك الظالم، وعندها سيقبضون عليهم جميعًا ولا يكون أمامهم حل إلا القتل أو الكفر بالله.
ذهب الفتى بالنقود ولا يعلم أن الزمان قد تغير وأن الملك والعملة تغيرت أيضًا، وعندما وصل إلى المدينة وجد البيوت قد تغيرت تمامًا ولم تعد المحلات كما كانت قبل أن يتركوا المدينة، حتى الناس قد تغيروا ولم يعد هناك شيء يشبه المدينة التي يعرفونها.
وكان الناس ينظرون للفتى بتعجب، فهو غريب عن المدينة وملابسه مختلفة عن ملابس هذا العصر الذي يعيشون فيه وكأنه جاء من الماضي، وعندما قدم الفتى النقود للبائع تعجب الرجل وقال: يا لها من نقود أثرية مضى عليها مئات السنين ولم نعد نستعملها اليوم!
عندها اجتمع الناس حول الفتى وبدأوا يسألونه بدهشة إذا كان قد عثر على كنز من العصور القديمة، وفي تلك اللحظة خاف الفتى وفر هاربًا من بينهم فلحقه بعضًا منهم وحاولوا أن يتتبعوا أثره والبعض الآخر ذهب إلى الحاكم وحكى له ما حدث في السوق فأرسل الملك جنوده للقبض عليه.
في تلك الأثناء كان الفتى قد وصل إلى رفاقه في الكهف وحكى لهم ما حدث معهم، وبعد تفكير فهم الفتية أنهم ناموا لمئات السنين وهذا سبب التغير الذي حدث لهم وللمدينة والناس، فجلسوا يتساءلون ماذا يفعلون الآن وكيف يقنعون الناس بقصتهم تلك!
وأثناء ذلك أنزل الله رحمته وأماتهم في كهفهم قبل أن يصل جنود الحاكم إليهم، وعندما وصلوا وجدوهم قد فارقوا الحياة واحتاروا في أمرهم عندما عرفوا قصتهم وتعجبوا كيف عاش هؤلاء الفتية كل تلك المدة بعد هروبهم من الملك الظالم الذي عاش في قديم الزمان.
اقرأ أيضًا: قصة يونس والحوت | قصص دينية للاطفال
الدروس المستفادة من قصة أصحاب الكهف - قصص دينية للأطفال
نتعلم من قصة أصحاب الكهف أن الله لا يترك عباده الصالحين وأن الحق سينتصر في النهاية بلا شك، كما نتعلم يا صغاري أن الله قادر على كل شيء ولا يعجزه أي أمر فقد أمات الفتية لمدة تزيد عن ثلاثمائة عام ثم أحياهم ليرى الناس قدرة الله ثم أماتهم مرة أخرى.