ما أجمل القصص القصيرة للأطفال لتعلم الأشياء المفيدة بدلاً من قضاء الوقت وإضاعته في أمور ليس لها معنى، لذلك جئنا لكم من خلال موقع فبلين بواحدة من أفضل القصص القصيرة وهي قصة الأميرة والوحش.
حيث سنتعرف على حكاية تلك الفتاة الصغيرة التي تحب وتحترم الجميع، وتفعل لأجل أحبائها كل ما يريدون، ونرى كيف كانت تتعامل معها أخواتها، وكيف وقف معها الله عز وجل في النهاية وفازت بالشكل والقلب معاً، وتندرج قصة الأميرة الجميلة والوحش ضمن القصص الخيالية.
قصة الأميرة والوحش
في قديم الزمان يحكى أنه كانت هناك فتاة جميلة تدعى بيل، تعيش في بلدة ريفية مع والدها، وبسبب غرق إحدى السفن التجارية، ضاعت البضائع التي كانت تحملها، ففقد أبوها كل أمواله التي اشترى بها البضاعة، وعاشوا حياة بسيطة بعد أن كانوا يعيشون في ثراء، كانت بيل يتيمة الأم ولها ثلاث أخوات لا يفعلن شئ أبداً، وعلى العكس فإن الفتاة الجميلة بيل كانت تحب مساعدة الآخرين، حتى أنها كانت تقوم بجميع الأعمال المنزلية بمفردها وهي بمنتهى السعادة ودون أن تضايق من أخواتها.
وفي أحد الأيام وصلت رسالة تحمل أخبار مفرحة، وهي وصول السفينة التي تحمل تجارة أبيهم إلى الميناء بعد أن كانوا قد ظنوا أنها غرقت في البجر، فرحوا كثيراً لأنهم سيعودون أثرياء مرة أخرى.
يمكنك قراءة أيضًا: قصة بيتر بان للأطفال.
غادر الأبُ المنزل، وطلبت منه بيل أن يعتني بنفسه، بينما أخواتها قد طلبن منه أن يحضر لهن الهدايا وهو في طريقه للعودة إليهم، وصل الأبُ إلى الميناء ولكنه اكتشف أن السفينة لم تكن تحمل بضائعه، فحزن كثيراً وانهارت آماله، ولم يكن أمامه سوى العودة إلى المنزل خالي الوفاض، وخلال عودته ضل الطريق وتاه في الغابة الكبيرة.
ومن شدّةِ البرد كاد أن يموت، إلا أنه رأى من بعيد قلعة مُضئية فذهب باتجاهها لينقذ نفسه من شدة البرد، اقترب منها وظل ينادي بصوت عال لعله يجد هناك أحد بالداخل، وفجأة إنفتح الباب لوحده فدخل، وعند ذلك وجد طعام شهي للغاية، ونار حتى يتدفى، وظل يأكل حتى شبع، ثم وجد غرفة بها فراش فنام حتى الصباح.
عندما استيقظ وجد الثلوج قد ذابت، والشمس قد سطعت، وأثناء خروجه من القلعة وجد بعض الزُّهور، وعندما جاء ليقطف بعضها من أجل ابنته بيل، صعق بالكهرباء، وجاء رجل من ورائه وقال له، هكذا ترد الجميل الذي فعلته لك؟.
ولكن عندما نظر إليه كان وحشا مرعبا، عندها شعر بالخوف الشديد، وشرح له أنه حاول أخذ بعض الزهور من أجل أن يُفرح ابنته، طلب منه الوحش أن يرحل ولكن على شرط، وهو أن يرسل أحدهم رهينة بدلا منه، وإذا لم يوافق أحد، عليه أن يعود هو للقلعة، وإذا لم يحدث ذلك خلال ثلاث أيام سيقضي عليه وعلى أسرته.
وعندما عاد إلى بيته روى لبناته كل شئ حدث في القلعة، وبما أن بيل الفتاة الصغيرة هي التي طلبت الورد، طالبت أخواتُها بأن تذهب هي للوحش وتتحمل نتيجة ما حدث، وبالفعل أقنعت بيل والدها وانتهى الأمر على ذلك.
إقرأ كذلك: قصة الأميرة الساحرة وما فعلته مع الوردة السحرية
ذهاب الأميرة الجميلة للوحش
في صباح اليوم التالي قام الأبُ بتوصيل بيل إلى القلعة وكان يأمل أن يلين قلب الوحش، وعندما وصلوا ورأت الفتاة الوحش خافت كثيراً، ولكن سرعان ما هدأت وقدمت نفسها له، من اللحظة الاولى قال الوحش للفتاة بأنها فتاة ذي قلب طيب وودود، وطلب الوحش من والدها أن يغادر في الصباح.
غادر الأب في الصباح وعاد إلى المنزل، فبدأت الفتاة الصغيرة في التجول بأنحاء القلعة من أجل معرفة كل شئ عنها، وعندها رأت غرفة جميلة ورائعة قال الوحش لها أنها من أجلها، ثم أحضر لها الملابس الجميلة والمجوهرات، وعندها علمت الفتاة الصغيرة أن الوحش لا يريد إيذاءها اطمئن قلبها، وطلب منها الوحش أن تطلب منه ما تشاء.
طلبت بيل من الوحش أن تطمئن على والدها ما إذا كان وصل المنزل أم لا، وفي لحظة جعل الوحش الفتاة ترى وصول والدها للمنزل فاطمأنت عليه.
في المساء جلست الفتاة على المائدة لتتناول الطعام، فأتاها الوحش يستأذن في الدخول والجلوس معها، وافقت بيل على ذلك، وطلب منها الوحش أنه في أي لحظة أرادت منه أن يتركها وحيدة بسبب شكله القبيح، يكفي أن تطلب ذلك وسيذهب، ولكن بيل قالت له: "إنك طيب القلب وهذا يكفي بالنسبة لي"، وطالبته بالجلوس معها.
اقرأ أيضًا: قصة الفراشة الصغيرة المفقودة.
قال لها الوحش أنها فقط تجامله بكل ما تقوله له، ولكن بيل قالت أنها لا تكذب ولم تتعود على مجاملة الآخرين، وإنما كل ما قالته له كلام صادق، حياها الوحش وقال لها أنها فتاة في منتهى الأدب، وأكمل حديثه بأنه لو كان لديه عقل، لعرف كيف يعبر عن شعوره لها بالكلام الجيد، لأن الكلمات تهرب منه كل ما حاول فعل ذلك.
بعد انتهاء بيل من تناول الطعام، طلب منها الوحش الزواج منها وسألها ما إن كانت موافقة أم لا، تفاجأَت الفتاة بذلك الطلب الغريب، وقالت له: "أنت طيب ولكني لا استطيع الزواج منك أنا أسفة على ذلك"، فحزن الوحش وتركها.
عاشت الفتاة في قلعة الوحش عيشة هادئة ورائعة، حيث كانت تمضي وقتها في قراءة الكتب والروايات المفيدة، وسقي الورود بالماء والمشي في حديقة القصر الواسعة والرائعة، وفي الليل كانت تجلس مع الوحش حيث كان يحكي لها بعض القصص العجيبة، ومن كثرة حلاوة تلك القصص ظلت تنتظرها كل يوم، كمَا أنها بدأت تقتنع بمرور الأيام بأنه ليس وحش.
كانت بيل حزينة على حزن الوحش، ولكن فكرة الزواج من الوحش بالنسبة لها كانت مرفوضة تماماً، ظل الوضع هكذا حتى جاء يوم مِنَ الأيام، كانت فيه الفتاة الصغيرة تقرأ الكتب كعادتها، وفجأة أَحسَّت أن شئ ما حدث لأبيها، لذلك أخبرت الوحش بإلحاح عن رغبتها في رؤية أبيها.
وافق الوحش على ذهابها لرؤية أبيها ولكن بشرط العودة بعد أسبوع له مرة أخرى، وأعطاها خاتم تضعه بجانبها أثناء النوم وستجد نفسها في منزل أبيها، وبالفعل فعلت ذلك وعندما استيقظت وجدت نفسها في فراشها، ولم تكن تصدق الفتاة ولكن هذا ما حدث.
خرجت الفتاة من غرفتها وذهبت لغرفة أبيها ووجدته شديد المرض، لم يصدق أبوها أنها أمام عينيه، وظلت تحكي له قصة كل ما حدث لها في القلعة، وعن معاملة الوحش اللطيفة لها، في ذلك الوقت كانت أخواتها يسمعن ما تقول ويحسدنها على ذلك.
اتفقوا على أن يعاملوا بيل بحنية وطيبة حتى تنسى أمر رجوعها للوحش مرة أخرى وأنه سيعاقبها، وبذلك تأخرت الفتاة الصغيرة عن العودة للوحش وأخلفت وعدها له.
زواج الأميرة الجميلة من الأمير
مرت 10 أيام، فكانت بيل قد قررت الرجوع للوحش، وضعت الخاتم بجانبها ثم نامت، وعندما استيقظت كانت في القلعة، خرجت لتجد الوحش ولكنها لم تجده، بدأت تنادي بصوت عالي واستمرت في البحث إلى أن وجدته ملقى على الأرض في الحديقة، وكان قد اشتد المرض عليه كثيراً، فقال لها الوحش: "من الجيد أنك أتيت لأنني اقتربت من الموت".
ظلت بيل تبكي وقالت لهُ أنها موافقة على الزواج منه، في تلك اللحظة اختفى الوحش وظهر شاب وسيم لها، فتفاجأت الفتاة بذلك، حكى لها الشاب أن هناك ساحرة شريرة فعلت به ذلك لأنه قد طردها من بلاده، وكان الحل ليرجع لشكله الجميل مرة أخرى، أن تقبل فتاة جميلة بالزواج منه.
وبذلك كسبت بيل القلب والشكل معاً، تزوجت من الأمير ونصحها الجميع أن تكون أميرة عادلة تحكم بين الناس بالعدل، ولا تظلم أي أحد، ولا تترك محتاج أبداً، فاستدعت بيل والدها وأخواتها لكي يعيشوا معها في القصر.
الدروس المستفادة من قصة الاميرة الجميلة والوحش
وإلى هنا نكون قد انتهينا من قصة الأميرة الجميلة والوحش، ونتعلم من تلك القصة القصيرة أهمية معاملة الجميع بحب، ونرى كيف أن الله سبحانه وتعالى رزق الأميرة الجميلة بالحب والرزق والواسع.
وكيف سامحت أخواتها اللاتي امتلأ قلبهن بالحقد والحسد، لذلك يجب أن نكون مثل بيل أحبائي الصغار، ونرى مكافأة الله الجميلة لنا حينما يشاء.