تعتبر القصص القصيرة للأطفال بمثابة المعلم، حيث يستفيد منها وتبقى أحداثها في ذاكرته مع مرور الزمن وتترك بداخله تفاصيل رائعة يتذكرها دائمًا.
ومن خلال موقع كيدز فبلين نقدم لك اليوم قصة قبل النوم للأطفال وهي قصة "أمير السمك"، وكما تعودنا في نهاية القصة سنجد الدروس المستفادة من القصة.
قصة أمير السمك للأطفال الصغار
في قديم الزمان كان يعيش ملك وزوجته واثنان من الابناء في مملكته العظيمة، كان الابن الكبير قزم قصير وقبيح الشكل ولديه عين واحدة ويسمى "ديسا"، على عكس أخيه الصغير الذي كان طويلًا ووسيمًا وكان والدهما يعامله كأمير حقيقي.
في أحد الأيام قرر الملك أن يجعل ابنه الوسيم وريثه في الحكم، بالرغم من أن ذلك حق الابن الكبير، ولكنه ظن أن شعبه لن يطيع قزم قبيح فقرر حرمانه من الحكم من بعده، مما جعله يشعر بالغضب.
قال ديسا لزوجته: يجب أن تكون المملكة لي، أو يجب أن يتم تقسيمها على الأقل.
كانت زوجة ديسا تدعى "ماتني" وقد كانت ساحرة شريرة وكانت ترغب في الحصول على المملكة كلها لزوجها فقط، فوضعت خطة للتخلص من الأمير الصغير.
ماتني: بعد العشاء يجب أن تجلس مع أخيك في التراث المُطل على النهر، سأقوم بتحويله إلى سمكة ثم يمكنك إلقائه في الماء، ثم نكون قد تخلصنا منه.
لم يعترض ديسا على خطة زوجته، فالغضب قد أعماه تمامًا، لذا قام بدعوة أخيه على العشاء وفعل مثلما قالت زوجته ثم جاءت هي وألقت البودرة المسحورة على رأس الأمير فتحول إلى سمكة صغيرة.
وبسرعة أمسك ديسا بالسمكة وألقاها في النهر ووقف يضحك وهو يشعر بالانتصار بعد أن تخلص من أخيه الذي تفاجئ بما حدث له ولم يستطع أن يفهم مايحدث إلا بعد أن وجد نفسه يتخبط مع تيار النهر.
بعد أن فهم الأمير الصغير أنه تحول إلى سمكة بسبب سحر زوجة أخيه، سبح بخفة ليبتعد عنها ربما ينتهي السحر، فظل يسبح حتى ابتعد عن محيط المملكة كلها.
عاش الأمير كسمكة صغيرة في النهر حتى أمسكه بعض الصيادين مع أسماك أخرى وذهبوا بها إلى قصر حاكم هذه المملكة البعيدة ليتم تحضير وجبة العشاء، وعندما رآه طباخ الملكة أعجب بشكله وقرر أن يحتفظ به كسمكة زينة.
الطباخ: سآخذها إلى غرفة الملكة، فليس لديها أطفال، وهذه السمكة الصغيرة يمكن أن تسليها.
فرحت الملكة بالسمكة الجميلة ووضعتها في حوض خاص في غرفتها واهتمت بها جيدًا، وبعد عدة أيام كبر حجم السمكة عن الحوض ونقلتها الملكة في حوض أكبر.
قررت الملكة أن تسمي السمكة فاختارت له اسم نيو "أمير السمك".
بعد مرور أيام أخرى كبر أمير السمك ولم يعد يكفيه أي حوض من أحواض السمك، فقامت الملكة بصنع خزان خاص يتدفق من خلاله ماء النهر الصافي.
الملكة: هل أنت سعيد الآن نيو؟
نيو: أنا سعيد للغاية عزيزتي الملكة الأم، ولكن إذا أمكنني الحصول على زوجة لطيفة فسوف أكون أكثر سعادة، لأنني وحيد للغاية هنا وأقيم لوحدي.
أذهلت الإجابة الملكة، لكنها لم تكن تعرف أنه سمكة فقط في المظهر، نظرت الملكة الأن إلى أمير السمك باعتياره ابنها، ولم يتخيل أبدًا، أن فتاة سيكون لديها أدنى اعتراض على الزواج منه.
يمكنك قراءة أيضًا: قصة الأميرة النائمة والساحرة الشريرة.
اندهشت الملكة من رد السمكة، فهي لا تعرف حقيقته حتى الآن وأنه ليس سمكة حقيقية، ولكنها اعتبرته ابنها وظنت أنها ستستطيع أن تجد له فتاة ليتزوجها.
الملكة: حسنًا سأجد لك زوجة في الحال، وسأبني غرفة في الخزان لها.
قامت الملكة ببناء الغرفة داخل الخزان وهي متحمسة لزواج أمير السمك ولكن العثور على فتاة تقبل به لم يكن أمرًا سهلًا كما كانت تظن، فقد اعتقد الناس أنه وحش سمك ويريد فتاة ليأكلها وليس ليتزوجها.
ظلت الملكة ترسل الخدم إلى كل مكان خارج المملكة وتبحث بين الأغنياء والفقراء عن فتاة تقبل بالزواج، ولكن حتى الآباء لم يكن لديهم استعداد أن يضحوا ببناتهم وارسال إحداهن إلى أمير السمك ذاك.
عرضت الملكة مبلغ كبير من الذهب لمن يزوج ابنته من أمير السمك، ولم يقبل الناس أيضًا حتى وصل الخبر إلى رجل فقير فقرر إرسال ابنته وقال لمبعوث الملكة:
- يمكنك أن تأخذ ابنتي الكبيرة، لا يمكن أن تكون أسوأ حال مما هي عليه الآن، كما أن هذا الذهب سيجعلني غنيًا.
- الرسول: أين هي؟
- الرجل الفقير: في أسفل النهر تغسل الملابس، انها ابنتي من زوجتي الأولى، وزوجة أبيها تجعلها تعمل كل هذا العمل الشاق، ولا تقدم لها ما يكفي من الطعام.
سلم رسول الملكة حقيبة الذهب إلى والد الفتاة وذهب إلى النهر ليأخدها معه إلى القصر، وعندما رآها وجدها فتاة جميلة جدًا، ولما عرفت سبب حضوره إليها بكت وطلبت أن تودع صديقة قديمة قبل أن تغادر.
الرسول: من هذه الصديقة؟ قالت الملكة أننا على عجلة من أمرنا.
الفتاة الجميلة: إنها كوبرا ذات سبعة رؤوس عرفتها منذ صغري.
وتركت الفتاة الرجل وركضت بعيدًا إلى ضفة النهر عند الحفرة التي تسكنها الكوبرا فخرجت لها برؤوسها السبعة وقالت:
أنا أعلم كل شئ عن ذلك، لا تبكي، إلتقطي هذه الحصوات الثلاثة الموجودة خارج الحفرة، وضعيها في ملابسك، وعندما تري أمير السمك قادمًا نحوك قومي بإلقاء الأولى عليه، إذا أصابته فسوف يغرق في أسفل الخزان.
عنما يرتفع إلى السطح مجددًا إضربيه بالثانية وسيحدث نفس الشئ، ثم أرمي الحصى الثالثة عليه، وسوف يتحول من سمكة إلى أمير وسيم.
تساءلت الفتاة الجميلة: إنه ليس سمكة حقيقية؟!
الكوبرا: إنه ابن ملك وهو تحت تأثير السحر، ولكن يمكنك كسر السحر بالطريقة التي أخبرتك بها.
مسحت الفتاة الجميلة دموعها ومضت في طريقها إلى القصر بصحبة رسول الملكة، وعندما دخلت القصر استقبلتها الملكة بحنان وقبلتها وقالت لها:
أنتِ فقط الزوجة العزيزة الصغيرة التي أريدها لنيو، ولا أريد منك أي شيء سوى أن تصبحا زوجين سعيدين.
ثم أخبرتهم أن يصطحبوا الفتاة إلى غرفتها المجهزة لها داخل الخزان الذي يعيش فيه أمير السمك، فجلست الفتاة تنتظر ظهوره وبيدها الحصوات الثلاث، حتى سمعت صوت الأمواج وحركة المياه التي تشير إلى وصوله.
التفت باتجاه الصوت فرأت سمكة كبيرة تسبح باتجاهها وفمها مفتوح حتى وصلت إلى باب الغرفة، فتوقف أمامها وقال: أريد أن ارى زوجتي، إفتحي هذا الباب.
فتحت الباب وهي تشعر بالخوف وبسرعة ألقت الحصى الأولى في وجه أمير السمك فسقط في الماء واختفى ولكنه عاد للصعود مرة ثانية فألقت مايا حجرها الثاني فأصابته في رأسه وغرق مرة أخرى في الماء.
في المرة الثالثة كان التوتر قد سيطر عليها فلم تستطع التركيز وألقت الحصى فلمست طرف زعنفته فقط، شعرت بالخوف ولكن فجأة تحول أمير السمك إلى شاب وسيم يقف أمامها.
اندهش الأمير مما حدث ولكنه شعر بالسعادة وقال لزوجته: لقد خلصتني من ذلك السحر اللعين، الآن فقط يمكنني التصرف بطبيعتي والاستمتاع بالحياة خارج هذا الخزان.
اقرأ أيضًا: قصة السنجاب الصغير الشجاع.
ومنذ ذلك الوقت وقد انتقل الأمير وزوجته إلى القصر وعاشوا معًا حياة سعيدة تحت رعاية الملكة الأم وزوجها الملك.
أما الأخ الأكبر فقد رفضه شعبه بعد أن علموا بما فعله مع أخيه الأصغر ولم يتمكن من الحصول على الحكم وطردوه هو وزوجته الشريرة من المملكة كلها.
الدروس المستفادة من قصة أمير السمك
نتعلم من قصة أمير السمك وهي قصة للأطفال أنه يجب أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك، واعلم دائمًا أنك إذا احببت الخير لغيرك سيأتيك من حيث لا تعلم، وكما رأيت ما حدث مع الأمير في النهاية انتصر الخير وتزوج من فتاة جميلة للغاية، ورجع لأصله وما كان عليه سابقًا، وكانت نهاية الشر هي الخسارة والحزن.