قصص الأطفال هي أفضل وسيلة لتسلية طفلك وإكسابه بعض المعلومات وتعليمه القيم الأخلاقية الحسنة، فعن طريق رواية قصة قبل النوم للأطفال يمكنك أن تجعل طفلك شخص نافع لنفسه ولمجتمعه دون أن تشعر، وذلك من خلال توصيل رسالة أخلاقية بشكل بسيط يفهمه عقل صغيرك.
وفي السطور التالية يقدم لكم موقع فبلين قصة الذئب والخراف السبعة، وهي من القصص التي سيحبها طفلك بالتأكي،د وسيتعلم من الكثير من الدروس والقيم الأخلاقية، فتابع معي عزيزي ولي الأمر لتقصها على أذني زهرة المستقبل.
قصة الذئب والخراف السبعة
في قديم الزمان، في كوخ صغير في الغابة كانت تعيش المعزة الأم حياة سعيدة مع صغارها السبع من الخراف، وكانت الخراف الصغيرة رقيقة للغاية وتلعب شبه لعب الأطفال، وكغيرها من الأمهات، كانت المعزة الأم تحب صغارها حبًا شديدًا، وتحميهم من الحيوانات المفترسة التي تعيش في الغابة.
وفي أحد الأيام وقبل أن تغادر المنزل لتبحث عن الطعام في الغابة، نادت على صغارها جميعهم وبعد أن تجمعوا حوالها، قالت الأم: صغاري الأعزاء، أنا ذاهبة إلى الغابة لإحضار الطعام، لذا لا تفتحوا الباب لأي أحد غيري، فلو دخل الذئب إلى منزلنا سيأكلنا جميعًا أحياء، وهو ماكر للغاية ويمكن أن يتنكر في عدة أشكال ليحاول خداعكم فاحذروا منه.
سأل أحد الصغار: وكيف سنتعرف عليه يا أمي؟
أجابت الأم: إن الذئب صوته خشن وأنا صوتي ناعم ورفيع، لذا يمكنكم التعرف عليه فورًا من خلال صوته الحاد الخشن.
وما أن أوشكت الأم على الرحيل حتى تذكرت شيئًا آخر فتراجعت عن الخروج والتفت لصغارها قائلة: كما أن أقدام الذئب سوداء بعكس أقدامي البيضاء، فيمكنكم أيضًا التعرف عليه من خلال أقدامه.
أجابها الصغار مطمئنين إياها: لا تقلقي أماه، سوف نحمي أنفسنا جيدًا، يمكنك الاعتماد علينا.
اقرأ أيضاً: حكاية قصيرة للأطفال | الذئب والكلب السمين
مغادرة الأم ومحاولات الذئب لخداع الخراف الصغيرة
قامت المعزة الأم بتقبيل صغارها واحدًا تلو الآخر ثم خرجت من المنزل وتوجهت إلى الغابة، وفي تلك اللحظة كان الذئب الماكر يشاهدهم من بعيد، وعندما رأى المعزة الأم راحلة انتظر قليلًا ثم اقترب من المنزل وطرق الباب، تك تك تك.
- ردت معزة صغيرة: من الطارق؟
- فأجاب الذئب: صغاري افتحوا الباب، أنا أمّكم، لقد أحضرت طعامًا لذيذًا للجميع.
ولكن الخراف الصغار تعرفوا على صوت الذئب الخشن على الفور، وبدون أن يفتحوا الباب بدأوا بالصياح قائلين للذئب: أنتِ لستِ أمّنا، إن أمّنا صوتها رقيق وأكثر جمالًا من صوتك، أنت الذئب ولا يمكنك خداعنا.
يمكنك قراءة أيضًا: قصة الملكة العظيمة الصغيرة.
شعر الذئب بالغضب الشديد لأنه لم يستطع خداع الخراف الصغار، لذا فقد ذهب إلى البقال واشترى قطعة كبيرة من الحلوى وأكلها فأصبح صوته أنعم بكثير عن قبل، وعاد الذئب إلى الكوخ وطرق على الباب مرة أخرى.
تك تك تك
وتكلم الذئب بصوته الناعم قائلًا: صغاري افتحوا الباب، أنا أمّكم، لقد أحضرت طعامًا لذيذًا للجميع.
عندما سمع الخراف الصغار صوت الذئب الناعم اعتقدوا أنها الأم حقًا هذه المرة، وما إن كادوا أن يفتحوا الباب حتى صرخ أحدهم فجأة وقال: انتظروا انتظروا، لننظر إلى الأقدام من أسفل الباب.
وبالطبع عندما نظر الخراف من أسفل الباب رأوا أقدام الذئب السوداء، لذا بدأوا بالصياح مجددًا بدون أن يفتحوا الباب وقالوا: لن نفتح لك الباب، إن أقدام أمّنا ليست سوداء، إن أقدامها بيضاء، أنت الذئب.
بكل ما فيه من غضب رحل الذئب وذهب إلى الخباز الذي تفاجئ من حضوره إلى المخبزة، فقال له الذئب: لقد أصبحت نباتيًا ومن الآن فصاعدًا سأتناول المعجنات فقط، هل يمكنك إعطائي بعض الدقيق؟!
خرج الذئب من عند الخباز بكيس صغير من الدقيق، وعندما أصبح قريبًا من الكوخ، فتح الكيس وقام بصب كل الدقيق على أقدامه، والآن أصبحت أقدامه بيضاء بالكامل، وقام الذئب المتنكر بالطرق على الباب للمرة الثالثة.
تك تك تك
- قال الذئب: صغاري افتحوا الباب، أنا أمّكم، لقد أحضرت طعامًا لذيذًا للجميع.
- رد الخراف وقالوا: أرينا أقدامك أولًا حتى نتأكد أنكِ أمّنا.
كشف الذئب عن أقدامه الملطخة بالدقيق، وما إن رأت الخراف الصغيرة الأقدام البيضاء حتى صدقوا أن تلك أمهم، فقاموا بفتح الباب، وماذا رأوا؟! كان الذئب يقف أمامهم ولم تدري الخراف ما يجب فعله في تلك اللحظة!
اقرأ لطفلك: قصة الثعلب والدجاجة المتهورة من القصص الشيقة والمفيدة للأطفال
الذئب والخراف السبع في المنزل معًا
- بدأ الخراف السبعة في الجري داخل المنزل والصياح قائلين: النجدة النجدة!
- ركض الذئب خلف الخراف وهو يقول: لا تضيعوا وقتكم فسوف أمسك بكم جميعًا.
ذهب أحد الخراف تحت المنضدة، وقفز الثاني في الفراش، وصعد الثالث إلى المدخنة، واختبأ الرابع في دولاب المطبخ، والخامس في خزانة الملابس، وتوارى السادس خلف الستارة، أما السابع فقد اختبأ بداخل الساعة العملاقة المعلقة على الحائط.
ولكن الذئب الماكر كان سريعًا، وبالتالي أخرج جميع الخراف من الأماكن التي اختبأوا فيها، ركض الذئب والخراف السبعة حول بعضهم وفي النهاية أمسكهم بالفعل وأكلهم، ولكنهم لم يكونوا سبعة، فالخروف الوحيد الذي لم يكتشف الذئب مكانه هو الذي اختبأ في ساعة الحائط.
ولأن الذئب بالفعل كان قد شعر بالشبع، فلم يبحث عنه ورحل عن المنزل وتوجه إلى حظيرة لا تبعد كثيرًا عن كوخ الخراف، فاستلقى الذئب تحت شجرة بها وغط في نوم عميق.
في هذه الأثناء عادت الأم للمنزل، وعندما رأت الباب مفتوحًا علمت أن شيئًا سيئًا قد حدث، وبدأت تصرخ وتقول: أطفالي الصغار!
عندما دخلت الأم إلى المنزل أصيبت بالصدمة، فالكراسي والمناضد كلها مقلوبة رأسًا على عقب، والستائر ممزقة والأسِرّة مبعثرة ولا شيء في مكانه الصحيح، وأخذت المعزة الأم تبحث عن صغارها ولكنها لم تجدهم في أي مكان.
بدأت تصرخ وتنادي عليهم بالاسم واحدًا تلو الآخر ولكن لا أحد يجيبها، وعندما وصلت إلى الاسم الأخير سمعت ذلك الصوت الرفيع يجيبها قائلًا: أنا بداخل ساعة جدي يا أماه.
ركضت المعزة الأم نحو الساعة وأخرجت صغيرها من هناك وقامت باحتضانه، ثم بدأ الصغير يروي القصة التي حدثت معهم وهو يبكي بشدة ويقول: لقد أتى الذئب متنكرًا وتصورنا أنه أنتِ ففتحنا له الباب، لقد أكل الذئب كل أخوتي!
بكت المعزة الأم وكانت غاضبة للغاية مما فعله هذا الذئب الماكر بصغارها، وخرجت بصحبة صغيرها الوحيد المتبقي وأثناء مرورها بالحظيرة رأت الذئب نائمًا تحت الشجرة في نوم عميق ولا يشعر بأي شيء حوله.
وقفت الأم تنظر للذئب وهو نائم ولاحظت أشياء صغيرة تتحرك في بطنه، قالت الأم وهي متفاجئة: يا إلهي، هل من الممكن أن يكون صغاري أحياء بداخل بطنه إلى الآن؟!
خطة المعزة الأم لإنقاذ صغارها
كانت لديها خطة فالتفتت إلى صغيرها وقالت: اذهب إلى المنزل وأحضر لي إبرة وخيط بالإضافة إلى المقص.
ركض الصغير نحو المنزل بسرعة، بينما جمعت الأم ستة أحجار كبيرة من على الأرض وما أن عاد الصغير ومعه الإبرة والخيط والمقص الكبير، حتى قامت الأم بقص بطن الذئب بالمقص فوجدت خرافها الصغار وأخرجتهم على الفور وكانوا بصحة جيدة.
لم تستطع المعزة الأم أن تسيطر على سعادتها، فقامت باحتضان صغارها الذين التفوا حولها جميعًا وهم يشعرون بالسعادة وأخذوا يقولون لها: أمّنا نحن نحبك.
ثم وضعت الأم الأحجار التي جمعتها بحرص بداخل الذئب، وقامت بخياطة بطنه بالإبرة والخيط، ولم يشعر الذئب بشيء لأنه كان نائمًا بعمق شديد ولم يتحرك.
أنهت الأم خياطة بطن الذئب ثم هربت مع صغارها، وعندما استيقظ الذئب ووقف شعر بألم شديد في بطنه، وظن ان السبب ربما يكون أنه أكل كثيرًا من الخراف، وشعر بالعطش الشديد بسبب الأحجار التي تملأ بطنه وهو لا يدري.
توجه الذئب إلى البحيرة ليشرب بعض الماء، وأثناء سيره كانت الحجارة تصطدم ببعضها البعض، فتعجب قائلًا: أنا أشعر بمعدتي ثقيلة للغاية وممتلئة، وكأن كل الماعز التي أكلتها تحولت إلى حجارة!
حاول أن ينحني ليشرب الماء من البحيرة، ولكن ثقل الأحجار جعل توازنه يختل فسقط في الماء وبدأ يصيح طالبًا النجدة، ولكن لم يأتي أحد لمساعدته، وبسبب وزن الأحجار الكبير فجذبته إلى أسفل وغاص في المياه العميقة.
بمجرد أن رأت المعزة الأم والسبع خراف ما حدث للذئب، ركضوا تجاه البحيرة وبدأ الصغار في الرقص والاحتفال بسعادة لأن الذئب قد نال جزاءه، وعاشوا جميعًا في سعادة وسلام في الكوخ الخاص بهم داخل الغابة.
الدروس المستفادة من قصة الذئب والخراف السبعة
نتعلم أطفالي الصغار من قصة الذئب والخراف السبعة أنه لا يجب علينا أن نفتح الباب لأي شخص غريب حتى لو حاول إقناعنا بأنه شخص نعرفه، ولا يجب أن نخبره بأمور تساعده في خداعنا مثلما فعل الخراف الصغار مع الذئب.
اقرأ أيضًا: قصة ليلى والذئب.
فلو أنهم لم يخبروه بأن أمهم صوتها ناعم وأن أقدامها بيضاء اللون، لم يكن سيتمكن من التنكر بهذه الأمور التي أخبروه بها وبالتالي لم يكن سيجد طريقة لجعلهم ينخدعون به ويفتحون الباب.
كما نتعلم من قصة الذئب والخراف السبعة أن الماكر لا يحبه الناس ولن يساعده أحد إذا وقع في مأزق، وستكون نهايته سيئة بسبب أفعاله المخادعة، فالغش والخداع أمور يجب الابتعاد عنها تمامًا.