اليوم وكما تعودنا في موقعنا المميز فبلين المتخصص في قصص الأطفال المكتوبة والذي يهتم بجميع أنواع القصص، سنقرأ معًا قصة جميلة ومسلية لأطفالنا الأعزاء.
قصتنا اليوم للأطفال هي قصة جولديلوكس والدببة الثلاثة، سنتعرف على هذه الفتاة الجميلة المشاغبة وما فعلته في الغابة وفي منزل الدببة، ثم نخرج من قصة الأطفال هذه بالدروس المستفادة في النهاية كما اعتدنا.
قصة جولديلوكس والدببة الثلاثة
يومًا ما وفي إحدى الغابات كانت هناك فتاة صغيرة تعيش في منزل على أطراف تلك الغابة، هذه الفتاة الصغيرة كانت تمتلك شعر ذهبي يثير حب وإعجاب الجميع، ولذا كانت تسمى "جولديلوكس" أي ذات المظهر الذهبي.
كانت "جولديلوكس" فتاة رقيقة ولكنها في مرات أخرى تصبح مشاغبة وشقية، ولذلك كانت أمها تحذرها دائمًا عندما تخرج للعب في فناء البيت، وتقول لها : حبيبتي جولديلوكس، لا تذهبي خارج الفناء الخلفي للبيت ولا تدخلي إلى الغابة أبدًا.
وفي أعماق الغابة داخل أحد الأكواخ، كانت تعيش عائلة صغيرة من الدببة والتي تتكون من ثلاثة أفراد هم: الأب كبير الحجم والأم والإبن الصغير.
كانت هذه العائلة الصغيرة من الدببة تعيش حياة هادئة، ففي كل يوم تستيقظ الأم قبل الدب الأب والدب الإبن وتصنع لهم كيكة الشوفان، ولكن في هذا اليوم استيقظ الإبن مبكرًا قبل أن تبرد الكيكة الخاصة به، فطلب من والديه أن يخرجوا جميعًا في جولة قصيرة في الغابة حتى يبرد الكيك.
وافق الأب والأم وترك كل منهم الكيكة الخاصة به على مائدة الطعام وخرجوا إلى الغابة جميعًا، وفي الوقت نفسه كانت "جولديلوكس" تنتظر أمها وهي تحضر لها الإفطار فخرجت تلهو في الفناء الخلفي للمنزل، ولكنها شعرت بالملل من المكان.
اقرأ أيضًا: قصة الملك الشجاع والتنين.
كما أنها كانت تشعر بالفضول تجاه الغابة وترغب في رؤيتها من الداخل واكتشافها، ففكرت قليلًا وقالت: ماذا يحدث إن ذهبت إلى أعماق الغابة وأعود سريعًا حينما تنتهي أمي من تجهيز الفطار؟!
جولديلوكس تتسلل إلى منزل الدببة الثلاثة
خرجت جولديلوكس من الفناء الخلفي للمنزل ونظرت في كل الإتجاهات فلم تجد أحد ليراها، فركضت سريعًا إلى أعماق الغابة، وبعد دقائق من الركض شعرت بالتعب، فتوقفت وبدأت تنظر إلى الأشجار والأزهار وهي متعجبة من جمالهم.
سارت جولديلوكس بين الأشجار وهي تتأمل الغابة، وفي مكان آخر من نفس الغابة كان الدب الصغير يتجول مع والديه فشاهد على أغصان الشجرة خلية نحل كبيرة، فنظر إلى أبيه وقال: أبي! هل يمكننا تناول القليل من عسل النحل من هذه الخلية الكبيرة؟!
فأجاب الأب: لا يا بني، هذا خاص بالنحل لأنه بيتهم ولا يمكننا أن نقتحم بيت أحد ونأكل طعامه، فهذا غير مقبول.
فقال الدب الصغير: معك حق، يجب أن أنتظر حتى نعود إلى المنزل لأتناول الكيك الخاصة بي.
في الوقت نفسه كانت جولديلوكس تتجول وحدها لوقت طويل، وفي نهاية الأمر تاهت في الغابة، حاولت أن تعود أدراجها ولكنها لم تستطع الوصول للطريق الصحيح وشعرت بالإرهاق الشديد والجوع.
وبينما كانت الفتاة ذات الشعر الذهبي "جولديلوكس" تستكشف الغابة بمفردها، فقدت طريقها وتاهت داخلها وعندما حاولت العودة لم تجد الطريق، وأثناء ذلك شعرت بالجوع الشديد لأنها لم تتناول طعام الفطور بعد.
كانت ستبكي من شدة الإرهاق والجوع، وأثناء سيرها وصلت إلى نهاية طريق موجود في وسط الغابة ولاحظت وجود منزل صغير بين الأشجار، إنه منزل عائلة الدببة الثلاثة ولكنها لا تعلم.
اقتربت جولديلوكس من البيت ونظرت حوله في كل جانب فلم تجد أحد، أخذت تطرق الباب أكثر من مرة ولكن لا أحد يجيبها، ذهبت ناحية النافذة الزجاجية ونظرت داخل البيت فوجدت البخار يتصاعد من الأطباق الثلاثة الموجودة على المائدة.
زاد جوع الفتاة عندما رأت الطعام فعادت إلى الباب وأخذت تدق عليه بكل قوتها، حتى أن الباب انفتح من شدة طرقاتها عليه فنظرت داخل البيت وهي سعيدة وصاحت قائلة: هل يوجد أحد هنا؟!
وقفت الفتاة لدقائق ولكن لم يجيب أي أحد فقررت أن تدخل إلى البيت، وعندما اقتربت من المائدة وشاهدت الأطباق الثلاثة عن قرب وجدت أنهم مختلفين الأحجام، فهناك طبق كبير وطبق متوسط وطبق صغير.
ولأن جولديلوكس كانت تشعر بالجوع الشديد فإنها أرادت أن تأكل الطبق الكبير وأخذت الملعقة وتناولت أول ملعقة من الطبق فلسعتها في فمها من شدة سخونته، فتركت هذا الطبق الكبير وتناولت ملعقة من الطبق المتوسط فوجدته باردًا جدًا.
اقرأ أيضًا: قصة الفأر الطماع وحبة القمح.
وهنا لم تجد أمامها إلا الطبق الصغير فتذوقته ووجدته معتدل الحرارة، ففرحت وقالت لنفسها: هممم.. هذه الكيكة ليست باردة تمامًا وليست شديدة السخونة أيضًا، إنها تمامًا كما أريدها بالضبط.
والتهمت الفتاة كل الموجود في الطبق حتى أنتهت منه تمامًا وأحست بالشبع، فقامت من أمام المائدة وذهبت ناحية المدفأة لتستريح، فوجدت ثلاث مقاعد بأحجام مختلفة أيضًا مثل الأطباق، فقد كانوا كرسي كبير وكرسي متوسط وكرسي صغير.
حاولت جولديلوكس أن تصعد على الكرسي الأكبر ولكنه كان عاليًا عليها، فحاولت الجلوس على الكرسي المتوسط ولكنها شعرت بأنه غير مريح، فجلست على الكرسي الصغير وقد كان مريحًا ومناسبًا لها.
لم تمر إلا دقائق وسمعت جولديلوكس صوت طقطقة الخشب ثم انكسر الكرسي الصغير الذي تجلس فوقه وسقطت على الأرض فجأة، تركت الفتاة المكان ودخلت إلى الغرفة الموجودة في هذا المنزل.
وكما هو متوقع، فقد وجدث الفتاة ذات الشعر الذهبي "جولديلوكس" ثلاثة أسِرة في الغرفة، سرير كبير الحجم وسرير متوسط الحجم وسرير صغير الحجم، اقتربت من السرير الأول فوجدته كبير جدًا ولم تتمكن من الصعود عليه.
فذهبت إلى السرير الثاني متوسط الحجم واستلقت فوقه ولكنه وجدته غير مريح بالنسبة لها، لذلك توجهت إلى السرير الصغير ونامت عليه وقد كان ناعمًا ومريحًا جدًا، كما أنه يناسب حجمها بالضبط، فراحت الفتاة في نوم عميق.
عودة الدببة الثلاثة للمنزل وجولديلوكس نائمة
نامت جولديلوكس ومر الوقت وعاد الدببة الثلاثة إلى البيت لتناول طعام الإفطار الذي تركوه، كان الأب قد جمع بعض الخشب من أجل المدفأة وكان الدب الصغير جائع للغاية.
دخل الدببة الثلاثة إلى منزلهم واتجهوا مباشرة إلى مائدة الطعام ولكن فجأة قال الدب الأب بغضب: أحدهم تذوق كعكتي.
نظرت الدبة الأم لطبقها وقالت: أحدهم تذوق كعكتي أنا أيضًا.
وهنا بكى الدب الصغير وقال: إن الشخص الذي تذوق الكيك الخاص بكم قد التهم خاصتي كلها ولم يترك لي أي قطعة.
قام الدببة الثلاثة ليبحثوا في المنزل عن أي شخص غريب، وفي تلك اللحظة لمح الأب أن الكرسي الخاص به ليس في مكانه، فقال لهم: لقد حرك أحدهم الكرسي الخاص بي من مكانه.
ثم قالت الدبة الأم عندما لاحظت كرسيها: أحدهم أيضًا جلس على الكرسي الخاص بي.
وكما حدث على مائدة الطعام، بدأ الدب الصغير في البكاء مجددًا وهو يقول: أحدهم كذلك جلس على الكرسي الخاص بي، بل وكسره أيضًا.
توجه الدببة الثلاثة إلى غرفة نومهم فنظر الدب الأب إلى سريره ثم قال: أحدهم استلقى على فراشي، انظروا كم هو مبعثر!، وقالت الأم: أحدهم استلقى على فراشي أيضًا وبعثره.
وهنا قال الدب الصغير: أحدهم استلقى على فراشي أيضًا، ولكنه مازال نائمًا فيه، انظروا!
اقترب الجميع من فراش الدب الصغير ولاحظوا وجود شخص نائم بالفعل تحت الغطاء، فأمسك الدب الأب طرف الغطاء ورفعه ببطء ليشاهدوا الفتاة الصغيرة ذات الشعر الذهبي "جولديلوكس" وهي نائمة بعمق.
سأل الدب الأب: ماذا تفعل فتاة صغيرة في منزلي؟!
وقال الدب الابن لوالده وهو يبكي: فلتخبر هذه الفتاة الصغيرة أن تنهض عن سريري حالًا يا أبي.
استيقظت جولديلوكس بسبب بكاء الدب المرتفع، وعندما وجدت الدببة الثلاثة يقفون حول السرير خافت وقامت سريعًا وخرجت إلى الغابة وتركت المنزل بدون أن تلتفت أو تحاول النظر إليهم مرة أخرى.
هروب جولديلوكس من منزل الدببة الثلاثة
ركضت جولديلوكس داخل الغابة بدون أن تعرف إلى أين تتجه ولكنها كانت خائفة فلم تتوقف عن الركض إلى أن نظرت أمامها فشاهدت والديها قادمين إلى داخل الغابة ليبحثوا عنها بعد أن غابت عن البيت.
فرحت الفتاة عندما رأت أبيها وأمها، فركضت نحوهم واحتضنت أمها، فقالت الأم: لقد قلقنا عليك للغاية، أين ذهبتِ دون أن تخبرينا؟ وهل أنتِ بخير؟!
فأجابت جولديلوكس: من الآن فصاعدًا سوف اسمع كلامكما دائمًا ولن أغادر المنزل بدون أن أخبركما.
اقرأ أيضًا: قصة الفراشة الصغير المفقودة.
احتضن الأب والأم ابنتهما الصغيرة جولديلوكس، وعادوا سويًا إلى المنزل ومنذ ذلك الوقت لم تفعل الفتاة أي شيء بدون إذن والديها أولًا وتوقفت عن المشاغبة ولم تعد شقية كما كانت سابقًا.
الدروس المستفادة من قصة جولديلوكس والدببة الثلاثة
وإلى هنا أطفالي الصغار نكون قد وصلنا إلى نهاية قصة جولديلوكس والدببة الثلاثة، ولكن ماذا نتعلم منها؟!، بالطبع أصدقائي نتعلم من قصة جولديلوكس أنه يجب علينا أن نستمع إلى كلام أمهاتنا وأبهاتنا وننفذه لأنهم يحبوننا ويعرفون مصلحتنا، كما نتعلم ألا ندخل بيوت غير بيوتنا بدون إذن أصحابها، ولا يجب أن نستعمل أشياء ليست ملكنا بدون استئذان أصحابها كذلك.