مجموعة قصص للأطفال عن حسن الخلق - قصص واقعية

نسرد لك عزيزي القارئ مجموعة من قصص الأطفال عن حسن الخلق، لنتعلم كيفية مواجهة والتعامل مع الآخرين، وكيفية التصرف الصحيح في بعض المواقف التي تحتاج شجاعة وصدق في التعامل.

قصص للأطفال عن حسن الخلق

مع كل قصة من مجموعة القصص سوف يتعلم الطفل في نهايتها دروس في حسن الخلق، كما أن القصص مدعومة بأحاديث عن الرسول الكريم، ليتعلم الأطفال بشكل أفضل كيفية احترام الآخرين.

جميع القصص في السطور القادمة هي قصص مخصصة للأطفال من أجل تعلم الأخلاق، ومعرفة أن عديمي الخلق والتربية لم ولن تكون حياتهم سعيدة دائمًا إذا لم يغيروا من أنفسهم.

قصص للأطفال عن حسن الخلق (القصة الأولى)

تعود رجل صالح ان يضع أول كل شهر في المقعد الخلفي لسيارته مجموعة كبيرة من العلب، بها أغلى وأفضل أنواع الشكولاته، ثم يتجه بسيارته إلى بلدة فقيرة، تبعد عن بيته مسافة نصف ساعة بالسيارة.

وكان له جار بخيل رغم ثرائه، يراقب ما يقوم به كل شهر، وفي أحد المرات وأثناء تحميل الرجل الصالح العلب في السيارة، إقترب منه جاره وقال له وهو يبتسم، إلى أين ستذهب بكل هذه العلب الجميلة الأنيقة، أرى من أغلفتها أنها من أرقى أنواع الحلوى.

ابتسم الرجل وعرض على جاره أن يذهب معه ليرى بنفسه أين سيذهب، فوافق الجار وترك سيارته وركب بجانبه، وفي الطريق بدأ الرجل الصالح في قراءة القرآن بصوت جميل، ولم يتوقف عن القراءة حتى وصل إلى البلدة التي يقصدها، طلب من جاره أن يحمل معه بعض علب الشكولاته، ثُم طرق أحد الأبواب.

فتح له طفل صغير وعندما شاهده صرخ من الفرحة وقال لأمه وإخوته أن العم الطيب جاء بالشكولاته، ثم طرق على باب آخر فخرجت له سيدة مسنة، وعندما شاهدته أخذت تدعو له بأن يرزقه الله الصحة وأن ييسر طريقه، ويطعمه من ثمار الجنة، كما جبر خاطرهم، استمر الرجل وجاره يوزعان العلب على بيوت البلدة بأكملها.

وبعد الانتهاء من التوزيع، استقل الرجل الصالح سيارته، وبجانبه جاره الذي سأله وهو في دهشة كبيرة، لماذا هذه البلدة بالذات التي تأتي إليها وتعطيهم هذه الهدايا، وكان من الأفضل أن تعطي هؤلاء الفقراء أموال بدلاً من الشوكولاته.

ابتسم الرجل وقال لجاره، هذه البلدة التي عشت فيها طفلاً فقيرًا يتمياً، وكان بعض أهلها رغم فقرهم يعطفون علي، ويأتون لي بالحلوى التي أحبها والتي لازال طعمها في فمي.

وعندما كبرت ورزقني الله عز وجل من فضله، أردت أن أرد لهم بعض ما يستحقون، أما سؤالك الثاني فافتح علبة وانظر ما بداخلها، فتح الجار العلبة فوجد مبلغ من المال، وزادت دهشته وسأل، لما لا تعطيهم المال فقط؟، أو تأتي لهم بحلوى أرخص.

يمكنك قراءة أيضًا: قصة الفأر الطماع وحبة القمح.

قال الرجل حسن الخلق أنا أعطيهم المال داخل العلب حفاظاً على شعورهم، وهذا أفضل من إعطائهم المال يد بيد، أما الشوكولاتة، فأنا أحب هذا النوع كثيرًا، والله عز وجل يقول"لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" صدق الله العظيم.

ظل الجار يسأل والرجل الصالح يجيب، وفجأة خرجت سيارة مسرعة عن مسارها وكادت أن تصطدم بسيارتهم، لولا أن الرجل أستطاع أن يبتعد عنها في أخر لحظة، فابتسم وقال لجاره، الحمد لله لقد نجانا الله بفضل دعاء الطيبين أصحاب القلوب السليمة، وأيضًا بفضل عطفك على المساكين، من الآن سأخصص مبلغ شهري وأوزعه على المحتاجين، عسى الله أن يزيح عني وعن أسرتي ما نحن فيه من هم ومرض.

قصص عن حسن الخلق (القصة الثانية)

الحاج مصطفى موظف حكومي صالح وتقي، كان في الخمسين من عمره، لا يخاف غير الله عز وجل ولا ينطق إلا صدقًا وحقًا، يحبه كل من يعرفه بسبب طيبة قلبه وسخائه مع أهل قريته، والوقوف بجانب كل محتاج.

دعاه أحد أصدقائه في قرية مجاورة لحضور حفل زفاف ابنته، وبعد الحفل وعند مغادرته المكان، شاهد شاب مشاغب يعتدي على رجل ضعيف، وأصابه إصابات بالغة، فقام بتصوير المشهد عن طريق هاتفه، ثم قام بتبليغ الشرطة، وهناك شهد على الشاب المعتدي دون أن يعرف أن هذا الشاب هو إبن شقيق رئيس شرطة المركز، والذي هدده بسوء العاقبة إن لم يغير شهادته، ولكن الرجل حسن الخلق لم يغير موقفه.

عاد إلى إلى قريته غير مبالي، بعد أيام قليلة فوجئ برجال الشرطة يقتحمون منزله، ويأخذونه إلى المركز بتهمة سرقة مٌلفقة، وعندما دخل الحجز أمر رئيس المركز الحراس بعدم إدخال الطعام له ولا الماء، لإجباره على تغيير موقفه من ابن أخيه، تحمل الرجل الصالح الجوع.

لكنه في اليوم الثاني عطش كثيرًا، وبينما هو يدور كالمجنون في الزنزانة، رأى الباب يفتح بهدوء، ويد تمتد في الظلام تحمل كوب ماء كبير ومثلج، فمد يده وأمسك الكوب، وشاهد حامل الكوب يضع أصابعه على فمه، وكأنه يقول لا تتكلم.

فشرب الماء بسرعة ثم اختفى الحارس المجهول، وذلك الرجل الصالح علم ملامح وجهه، وفي اليوم التالي عندما خرج الحاج مصطفى للخارج شاهد الحارس، فسأله لماذا أتى له بالماء، وعرض حياته للخطر.

فقال له أنا أعرفك جيدًا ولكنك لا تعرفني، فمنذ عشر سنوات كنت قد جئت لقريتنا من أجل عمل أحد المشاريع الخيرية، وأثناء ما كنت تعمل على ذلك سمعت صراخ أمي ووقتها قد علمت أن البقرة الوحيدة التي نملكها قد ماتت، فما كان منك إلا أن تعطيها ثمن بقرة أخرى، وبالرغم من مساعدتك الكبيرة لنا، إلا أنك طوال تلك المدة لم تأتي حتى لزيارتنا من أجل عدم احراجنا.

ابتسم الرجل ذو الأخلاق الحميدة وقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال:

إن صدقة السر تطفئ غضب الرب، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء.

وفي اليوم التالي كانت المُاجاة الكبرى، لقد ذهب الحارس إلى مدير الأمن وأخبره ان مدير المركز هو من دبر التهمة الباطلة للرجل الصالح، وقدم له الدليل على ذلك وتم تبرئة الرجل الصالح من التهمة الموجهة إليه، وتم عقاب رئيس المركز بإيقافة عن العمل.

إقرأ أيضاً: قصة سيدنا يوسف للأطفال

قصص عن حسن الخلق (القصة الثالثة)

كان هناك رجل شقي لا يعرف في حياته سوى التنقل بين المقاهي، والجلوس مع اصدقائه ليتحدث معهم عن أمور تافهة، أو الخوض في أعرلض الناس، ولا يهتم بأذان المؤذن الذي يخبره بأن الصلاة ستقام.

ورغم أن عمره اقترب من الاربعين، إلا أنه لم يتزوج لعدم قدرته على تحمل المسؤولية، وفي أحد الأيام وأثناء جلوسه بالمقهى وجد رجل كفيف يجلس بجوار شاب، كان الشاب قد وجد هذا الكفيف قد تعب وهو يمشي في الطريق، فأخذه ليستريح بعض الوقت ثم يكمل طريقه.

وبعد قليل تركه الشاب وذهب ليشتري له بعض الطعام، ولم يشعر الكفيف بمغادرة الشاب، وإذا بالرجل الشقي يسمع الكفيف يتحدث إلى الشاب قائلاً:

أشكرك يا أخي، ونصيحتي لك ألا تضيع وقتك بالجلوس على المقاهي حتى لا يؤذيك الدخان، ولا يلهيك عن الصلاة وعمل الخير، فالحياة قصيرة وعلينا الاستفادة من كل دقيقة في طاعة الله عز وجل.

غضب الرجل وظن أن الكفيف يبصر ويقصده هو بالكلام خاصة أنه لا احد يجلس بجانبه، وعندما قرر الكفيف مغادرة المكان، وضع هذا الرجل الشقي قدمه في طريق الكفيف، ليتأكد إن كان يبصر أم لا.

ولكن الكفيف سقط على البلاط وأصيب راسه، ودخل في غيبوبة، فأسرع الجالسون بعلاج جرحه ثم أخذوه إلى المستشفى، ولا يعلم أحد أن الرجل الشقي هو من أوقعه متعمداً.

في اليوم التالي وأثناء جلوس الرجل الشقي في المقهى، أخبره صديقه أن الرجل الكفيف الذي سقط أمام المقهى بالأمس قد مات، وأن له زوجة وطفلين، أحدهما كفيف والآخر يبصر.

نزل هذا الخبر على الرجل كالصاعقة ولأول مرة يشعر بأحد ويبكي، فترك المقهى في حزن شديد، توصل الرجل إلى عنوان بيت الكفيف، وفي أحد الأيام أخذ مبلغ من المال وذهب إلى أسرة الكفيف، وأثناء انتظاره زوجة الكفيف ليعطيها المبلغ، سمع الابن الكفيف يقول لأمه.

لا تحزني يا أمي فأبي في الجنة ان شاء الله، فهو لم يفعل إلا كل خير طوال حياته، وإن كان على مصروف البيت فقد حفظت بمساعدة أبي القرآن كاملاً، وسوف أحصل على مكافأة كبيرة هذا الأسبوع.

يمكنك قراءة أيضًا: قصة الثعلب المكار والثور.

وسأعمل أي عمل أستطيع القيام به ولن تحتاجي لأحد، بكى الرجل وهو يستمع للطفل الذي لا يزيد عمره عن 10 سنوات، وأثناء ذلك جاءت الزوجة فواساها الرجل وأعطاها المبلغ وقال لها:

هذا المبلغ كان لزوجك عندي من زمن، وكنت مسافر وعندما عدت وعلمت بموته حزنت كثيرًا، وها أنا أرد ما علي من دين، وان شاء الله سأتكفل بكم حتى وفاتي فلا تحملي هم.

أخذت الزوجة المال لأنها كانت تحتاج إليه كثيرًا، ولم تهتم إن كان الرجل صادق في كلامه أم أعطاها المبلغ كصدقة، تغير الرجل تماماً بعد هذا الموقف، فأصبح يصلي كل الفروض في المسجد، وبدأ يعتذر لكل من أخطأ في حقه.

وقضى كل أوقاته بين العمل وقراءة القرآن، وبين الحين والآخر كان يتصل بالزوجة ليقضي لها احتياجاتها، وبعد ستة أشهر ذهب إليها وسلم على ولدها الأكبر ثم عرض عليها الزواج.

لتكون هي وطفلها في رعايته، وليكفر عن خطئه في حق زوجها الكفيف، وظل يقنعها حتى استطاع ذلك، ومنذ ذلك اليوم والرجل أصبح أب للطفلين وزوج مخلص لزوجته، كل ما يسعده هو قضاء حوائجهم وإسعادهم، وكم أصبحت حياته هو أيضًا سعيدة، خاصة عندما يحفظ جزء من القرآن، حتى أتم القرآن كاملاً، ودعى الله أن يغفر له كل ما تقدم من ذنبه وتأخر.

قصص عن حسن الخلق (القصة الرابعة)

كان هناك أبًا لديه أربع بنات، عمل هو وزوجته على تربيتهم أفضل تربية، إلى أن زوجته توفيت وعمر أصغر بناته سبع سنوات، أما الكبرى فكان عمرها أربعة عشر عام، رفض الأب الزواح بعد وفاة زوجته، وجعل كل وقته لفروض ربه ثم الاهتمام ببناته.

وقد ساعدته ابنته الكبرى في ذلك وقامت بدور الأم لأخواتها، وبَعد 10 أعوام تقدم ثلاثة من الشباب لخطبة بناته، فأراد الأب أن يزوج الكبيرة ثم التي تليها ثم التي تليها، ولكن الابنة الكبرى رفضت الزواج لانها أرادت أن تهتم بوالدها وتخدمه.

يمكنك قراءة أيضًا: قصة السنجاب الصغير الشجاع.

خاصة بعد ما كبر سنه وأصبح المرض يلازمه كثيرًا، فزوج الأب أخواتها، وجلست البنت الكبرى تهتم بوالدها وتعتني به حتى توفى، وبعد وفاة وفاة الأب فتحوا وصيته فوجدوا قد كتب فيها:

لا تقسموا أو تبيعوا البيت حتى تتزوج أختكم الكبرى التي ضحت بسعادتها من أجل سعادتكم، ولكن الأخوات رفضوا الوصية، وأرادوا أن يبيعوا البيت لتأخذ كل واحدة منهن نصيبها من الميراث، دون مراعاة أين ستذهب أختهم الكبرى التي ليس لها أحد سوى الله عز وجل.

عرضوت الأخوات الثلاث البيت للبيع، وتقدم شاب ثري لشرائه، وعندما أحست الأخت الكبرى أنه لا مفر من بيع البيت وتقسيم ثمنه، اتصلت بمن يريد شراء البيت وقصت عليه قصة وصية والدها، وبأنها ليس لها إلا هذا البيت لتعيش فيه، وعليه أن يصبر عليها ويتركها في بيت أبيها بضع أشهر حتى تجد لها مكان مناسب تعيش فيه.

وافق الشاب المشتري وقال لها، حسناً سأنتظر، لن استلم البيت حتى تخبرينني بأنك قد وجدت مكان مناسب لكِ، ولو دام وجودك داخله سنوات طويلة، دفع المشتري ثمن البيت وتم تقسيمه بين الأخوات، فذهبت كل واحدة من الأخوات لبيت زوجها وهي في غاية السعادة.

ابتسمت الأخت الكبرى التي كانت مؤمنة بأن الله معها، لأنها عاشت مع والدها وكانت في خدمته، ودعت لأخواتها بالتوفيق، وفي أحد الأيام تلقت الأخت الكبرى اتصال من الشاب الذي اشترى البيت.

فخافت أن يكون عاد عن اتفاقه ووعده لها وأنه سيطردها من المنزل، فقال لها مبتسمًا، لقد وهبت هذا البيت مهر لكِ، إن وافقت أن اكون لك زوج، لم أحلم بزوجة لي أفضل منك، واعلمي أنك مهما فعلت من خير فلن يضيع الله أجرك، فكيف ببرك لوالديك، بكت الأخت الكبرى وعلمت أن الله لا يضيع عمل المحسنين، ووافقت على الزواج من ذلك الشاب الثري، وعاشت في سعادة تامة داخل بيت أبيها ومع زوج كريم.

الدروس المستفادة من قصص حسن الخلق

يتعلم الأطفال من خلال تلك القصص حسن الخلق، وكيفية معاملة الآخرين، ومعرفة أن الخير دائمًا ما ينتصر مهما طال الزمان، كما يوجد في كل قصة عن حسن الخلق.

قصص الأطفال هي الطريقة المثالية لتعليم الطفل الصفات الحميدة، لذلك عزيزي القارئ يمكنك تصفح العديد من القصص في موقع فبلين لترويها لأطفالك، وفي حالة وجود أي استفسار عن قصة معينة يرجى ترك الاستفسار في التعليقات، وسيتم الرد في أقرب وقت.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-