كما تعودنا دائمًا من موقع فبلين أن نجد به الكثير من قصص الأطفال الممتعة، والتي تجمع بين الخيال والحقيقة معًا، ونحن اليوم نقدم لكم قصة بيتر بان والقبطان هوك ومغامرة ويندي معه، فتابعوا معنا أعزاءنا القراء في السطور التالية لتقصوا على أطفالكم قصة جديدة قبل النوم.
قصة بيتر بان والقبطان هوك
كان ياما كان، كانت هناك عائلة مكونة من أب وأم وثلاثة أطفال هم: ويندي، مايكل، جيم، وكانت هذه العائلة تسمى عائلة "دارلينج" وتعيش في مكان ليس بعيدًا عنا.
كانت ويندي هي الأكبر بين أشقائها، وكانت تحكي لأمها دومًا عن بيتر بان وكيف يعزف على آلة الفلوت الموسيقية كل مرة عندما يأتي لزيارتها في غرفتها، ولكن الأم كانت تعتقد أن ابنتها تتخيل ذلك، ولكن في الوقت نفسه كانت تجد أوراق أشجار في الغرفة وتقول ويندي أنها تعود لبيتر بان.
ذات ليلة، كان الأب والأم خارج البيت وتركوا الأطفال بمفردهم، بعد أن شعر الأطفال بالرغبة في النوم ذهبوا إلى فراشهم وراحوا في نوم عميق، وجاء بيتر بان بهدوء ليبحث عن الأوراق التي سقطت منه في المرة الماضية.
استيقظت ويندي ووجدت بيتر بان موجود في الغرفة فقالت له: بيتر بان! لقد كنت في انتظارك، لم يصدق أحد أنك موجود وحقيقي.
قامت ويندي وأحضرت الأوراق التي كانت تحتفظ بها من أجل بيتر بان، لقد كانت معجبة به كثيرًا، وجلس الإثنان وقاما بخياطة أوراق الأشجار على ملابسه كما كانت من قبل، وفي تلك الأثناء قال بيتر بان: ويندي، هل تحبي أن أقص عليك بعض قصص المغامرات المثيرة؟!
أجابته ويندي بحماس: ولكن يا بيتر أنا لا أريد سماع قصة مغامرة، بل أريد أن أقوم بواحدة معك.
وأثناء حديثهم جاءت الجنية الصغيرة صديقة بيتر بان والتي تدعى "تينكر بيل" وقالت لهم: بالطبع كنت أعرف أني سأجدك هنا، ولكن ماذا يحدث؟! هل تستعد لمغامرة جديدة بدوني؟!
فقال بيتر بان ضاحكًا: بالتأكيد لا يا صديقتي، فأنتِ تعرفين أنني لا أستطيع القيام بأي شيء من دونك.
مغامرة ويندي وإخوانها مع بيتر بان
أيقظت ويندي أشقاءها والذين اندهشوا عندما رأوا بيتر بان حقيقي وموجود في منزلهم، فقال لهم بيتر بان: هيا يا أولاد، هل أنتم مستعدون للطيران؟!
يمكنك قراءة أيضًا: قصة الديك الشجاع.
في تلك اللحظة، قامت الجنية تينكر بيل بنثر الغبار السحري على الأطفال فطاروا في الهواء، وغادروا الغرفة سويًا متجهين إلى مدينة "نيڤرلاند" حيث تتواجد الحيوانات البرية والحوريات البحرية والهنود الحمر، والأطفال الذين فقدوا أهلهم، وكذلك القراصنة.
وكان من بين هؤلاء يوجد القبطان هوك وهو أخطرهم، وقد كان القبطان هوك يكره بيتر بان بشدة، وذلك لأن بيتر بان أثناء شجاره معه قطع ذراعه، فسقطت في النهر وأكلها أحد التماسيح، وقد كانت ساعة القبطان في الذراع فابتلعها التمساح معه، وأصبح يصدر صوت دقاتها فيعرف القبطان اقتراب التمساح منه بسبب الدقات.
كان بيتر بان والأولاد قد وصلوا إلى تلة عالية، وأثناء ذلك رآهم القبطان هوك بمنظاره المقرب وهو على سفينته، فانتهز الفرصة ليتخلص من بيتر بان، وأمر رجاله أن يصوبوا المدافع باتجاهه ويطلقوا النار عليه، وبالفعل أطلقت المدافع على بيتر بان والأولاد وكادت أن تصيبهم.
قال بيتر بان للجنية تينكر بيل: اذهبي بالأطفال إلى مكان آمن وسوف أتعامل أنا مع هوك ذلك.
ولأن تينكر بيل كانت تغار من وجود ويندي بالقرب من بيتر بان، فقد رأت أنها فرصتها لتتخلص منها وتبعدها عنه، لذلك تحججت لها ببعض الحجج وتركتها على إحدى التلال، وأخذت الأولاد فقط إلى الشاطئ بعيدًا عن طلقات المدافع.
وقفت ويندي وحيدة على التلة تنتظر تينكر بيل كما أخبرتها، فرآها الأطفال الضائعين الذين فقدوا أهلهم وظنوا أنها عدوتهم، فأمسكوا بالحجارة وألقوها عليها حتى أنها أصيبت بعدة جروح.
وكان بيتر بان مشغولًا بمقاتلة القبطان هوك، ولكن عندما اقترب التمساح الذي ابتلع الساعة وسمعه القبطان خاف وفر هاربًا من أمام بيتر بان.
أثناء عودة بيتر بان رأى ويندي وهي نائمة على الصخور وبها عدة إصابات، فغضب لأن تينكر بيل لم تنتبه لها، وعندما عرف الأطفال أنها صديقته وليست أحد الأعداء شعروا بالندم والحزن على ما فعلوه.
وصل بيتر بان ومعه ويندي إلى مكان وجود الأولاد والجنية تينكر بيل على الشاطئ، وعندما رأى صديقته قال لها بعتاب: كيف يحدث ذلك؟ لقد تركتهم جميعًا تحت مسؤوليتك.
شعرت تينكر بيل بالندم على فعلتها، واعتذرت من صديقها بيتر بان ووعدته ألا يتكرر ذلك الأمر مرة أخرى.
تعاون الأطفال الضائعين وصنعوا بيتًا لويندي وأشقائها، وجلس الجميع في المنزل يستمعون إلى حكايات ويندي الممتعة وبيتر بان يحرس المنزل وهو يستمع معهم.
محاولة بيتر بان
مرت عدة أيام هادئة، وذات يوم رأى بيتر بان والأطفال الضائعون مجموعة القراصنة ومعهم ابنة زعيم الهنود الحمر قد اختطفوها من والدها كرهينة، فقام بيتر بان وبمساعدة الأطفال بمحاربة القراصنة لتخليص الفتاة منهم.
اقرأ أيضًا: قصص قصيرة حول موضوع الأخلاق والفضائل.
بعد محاولات عديدة استطاع الأطفال الضائعون وبيتر بان أن ينقذوا ابنة زعيم الهنود الحمر وأعادوها إلى أبيها، ومن يومها وقد نشأت صداقة قوية بينهم، فأمر الزعيم اثنين من رجاله أن يذهبوا مع بيتر بان لحماية ويندي وأخواتها.
خلال تلك المدة لم يكن القبطان هوك قد نسى بيتر بان، وكان يخطط للانتقام منه، فقد كان غاضبًا منه لأقصى درجة.
وفي إحدى الليالي عندما كانت تحكي ويندي حكاياتها للأطفال، كانت تتحدث عن عائلتها بشوق كبير، ففهم بيتر بان أنها تشتاق إلى منزلها وعائلتها، وبالتأكيد أخويها يشتاقون لبيتهم مثلها، فأخبرهم أن بإمكانهم العودة إلى بيتهم في أي وقت يريدونه.
فرحت ويندي وأشقائها وقاموا يحزمون أغراضهم استعدادًا لرحلة العودة إلى الديار، وفي تلك الأثناء كان القراصنة قد نصبوا فخًا للهنود الحمر وهجموا على الأولاد واختطفوهم.
وبينما كان القراصنة يختطفون الأولاد، كان القبطان هوك يحاول التخلص من بيتر بان وهو نائم، ولكنه لم يتمكن من دخول منزله، فصب زجاجة السم من تحت الباب والتي جعلت بيتر بان يدخل في نوم عميق مثل الغيبوبة.
مرت ساعات عديدة وبيتر بان مازال نائم، وعندما استيقظ وجد تينكر بيل في انتظاره وشرحت له كل ما حدث للأولاد الصغار وهو نائم، فقرر أن يذهب لإنقاذهم من القراصنة.
انقاذ ويندي والأطفال
توجه بيتر بان إلى مقر القراصنة ووقف يراقبهم من بعيد، وأثناء مراقبته لهم شاهد ويندي والأطفال وهم مربوطين على أعمدة خشبية و القبطان هوك يستعد لاحراقهم وهو سعيد، ويقول: هيا أخبروني بأمنيتكم الأخيرة!
فبدأت ويندي بالتحدث أولًا وقالت: أصدقائي الأعزاء، إن كلمتي الأخيرة لكم ستكون كالكلمات التي قد تخبركم بها أمهاتكم الحقيقية، لو كن هنا لقلن لكم ألا تخافوا وأن تتحلوا بالشجاعة في مواجهة مصيركم، لا تخافوا فإن الطيبة دائمًا تفوز في النهاية.
أثارت كلمات ويندي غضب القبطان هوك، فقد كان يريد أن يراهم خائفون ويستمتع بموتهم، لذلك أخذ ويندي على قاربه وربطها على عمود، وقبل أن يعود إلى بقية الأطفال كان بيتر بان وتينكر بيل قد وصلا لإنقاذهم بمساعدة الهنود الحمر وزعيمهم.
بعد ذلك توجه بيتر بان إلى القارب حيث توجد ويندي، فصعد فوقه ومعه بعض من الأطفال، وعندما شعر القراصنة أنهم سيهزموا أمام الأطفال وبيتر بان، قرروا أن يقفزوا في الماء ويهربوا من المكان.
لم يتبقى على السفينة إلا القبطان هوك، فقال له بيتر بان: اخرج أيها القبطان، لم يعد هناك فرصة للهروب والاختباء الآن.
بدأ الأطفال في الالتفاف حول القبطان من ثلاث جهات وهو يتراجع إلى الخلف ناحية البحر، ولكن في تلك اللحظة سمع صوت دقات الساعة الذي يعرف منه اقتراب التمساح الذي أخذ ذراعه، وعندما رآه يقف بجوار القارب في البحر، ركض إلى الجانب الآخر وهو يصرخ: النجدة!
وفي لمح البصر كان القبطان هوك في الماء من الناحية الأخرى للسفينة وأخذ يسبح بسرعة ليهرب من التمساح، ووقف الأطفال الضائعين وويندي وأشقائها يضحكون عليه، وبعدها أصبحت السفينة ملكًا لهم جميعًا وقائدها هو بيتر بان.
نثرت تينكر بيل غبارها السحري على السفينة فطارت بهم إلى منزل عائلة دارلينج، وفرح الأولاد بعودتهم إلى والديهم وكانت ويندي متشوقة لتحكي لهم مغامرتهم في نيڤرلاند، والتي أصبحت بيتهم الثاني.
الدروس المستفادة من قصة بيتر بان
أطفالي الصغار، تعلمنا من قصة بيتر بان ومغامرة ويندي وأشقائها معه أمر هام جدًا، والذي يمكن أن نوضحه الآن لكم وهو أنه كما قالت ويندي للقبطان هوك "الطيب هو الذي يفوز في النهاية"، فالشر لن يكون المنتصر أبدًا مهما ظن أنه منتصرًا لبعض الوقت فلابد أن تأتي نهايته وينال جزاء أفعاله الشريرة.