كما تعودنا من موقع فبلين المتخصص في تقديم قصص للأطفال بشكل متجدد، فإننا نقدم لكم اليوم قصة جديدة للأطفال الصغار حتى يستمتعوا بها قبل النوم، وقصتنا اليوم هي قصة الأميرات الاثنتي عشر ولغز الأحذية البالية، ويمكن أن تقوم كل أم بقراءة هذه القصة لطفلها حتى يستمتع بوقته.
وبالتأكيد لن ننسى أن وراء كل قصة للأطفال هناك حكمة أو معلومة صغيرة يمكن أن نعلمها لصغارنا، وهذا ما نقوم به في موقعنا كيدز ستوريز في نهاية كل قصص الأطفال التي نعرضها لمتابعينا الأعزاء وأطفالنا الأحباء، فهيا بنا لنبدأ قصتنا.
قصص الأميرات الاثنتي عشر ولغز الأحذية البالية
كان يعيش أحد الملوك برفقة بناته الاثنتي عشر الجميلات وكانت الأميرات جميعها تقيم بغرفة واحدة كبيرة جميلة؛ وكان الملك يقوم على حماية بناته بقلبه، وعندما كانت الأميرات تذهب إلى فراشهن في الليل لم يكن يسمح لهن بالخروج.
لكن كل صباح كانت الأميرات تستيقظ على شيء غريب للغاية، كانت أحذية الأميرات جميعها تصبح بالية وكان الملك يقوم بشراء أحذية جديدة لبناته كل يوم ولكن في الأيام التالية كانت الأحذية تبلى كالعادة.
لم يستطع الملك ولا رجاله في القلعة حل لغز تلك الأحذية، أخذ الملك يتساءل قائلًا: كيف يمكن حدوث ذلك؟ كيف يمكن لزوج من الأحذية أن يفسد هكذا في ليلة واحدة؟! فأجابه وزيره: لا ندري يا جلالة الملك.
اقرأ أيضًا: قصة الأميرة النائمة وما فعلته مع الساحرة الشريرة.
أخيرًا قال الملك: من كان منكم يستطيع حل لغز الأحذية سوف أسمح له بأن يتزوج من يختارها من بناتي، سوف يكون صهري وسيكون الملك من بعدي بشرط أن يقوم بحل اللغز خلال ثلاثة أيام بلياليهم وإلا فسيقضي بقية حياته في السجن.
أتى كثيرًا من الرجال اليافعين والأمراء من الممالك الأخرى إلى القلعة من أجل المهمة، ولمدة أيام ظلوا جميعًا يحرسون غرفة الأميرات الاثنتي عشر ولكن بمرور الوقت لم يستطع أحدهم حل اللغز، وظلت الأحذية تبلى بمرور الليل.
وأخيرًا أراد أحد الرجال اليافعين أن يجرب حظه وخرج في طريقه إلى القلعة، وبينما كان في طريقه قابل امرأة عجوز طويلة وضامرة وكان يبدو عليها الفقر الشديد، وقالت له: ولدي العزيز، أنا جائعة للغاية، هل يمكنك أن تمنحني قطعة من الخبز من فضلك؟!
قام الرجل الصغير بمنح كل ما لديه من طعام في حقيبته للسيدة العجوز، وكانت سعيدة للغاية حيث أن كل من سبقه من الرجال المارين بها لم يمنحوها أي شيء، فعرفت السيدة العجوز أن هذا الشخص مختلف عن الآخرين.
لذا فقد قامت في المقابل بمنحه عباءة مسحورة وقالت له: خذ هذه العباءة المسحورة وعندما ترتديها ستصبح غير مرئيًا، عندما تكون الساعة الثانية عشر ليلًا قم بارتدائها ثم قم بالدخول إلى حجرة الأميرات وأنت متخفيًا وبهذه الطريقة يمكنك حل لغز الأحذية.
ثم أكملت حديثها قائلة: ولكن احذر، لا تقم بشرب ما تعطيك إياه الأميرات، يا لهن من أميرات شريرات!
الرجل الصغير يحاول حل لغز الأحذية البالية
أخذ الرجل الصغير العباءة المسحورة وتوجه إلى القلعة وعندما وصل قال أنه قد أتى لحل لغز الأحذية، وفي أول يوم وبينما كان يقوم بحراسة غرفة الأميرات خرجت الأميرة الكبرى بكوب من عصير الليمون وقالت له: لابد أنك تشعر بالعطش، لقد أعددنا لك بعض الليمون، تفضل.
نسي الرجل الصغير تحذير السيدة العجوز وشرب منها العصير، وبعد قليل شعر بالنعاس الشديد وراح يغط في النوم طوال الليل في الغرفة التي قمن بإعدادها له، وفي الصباح قام الرجل الصغير فزعًا وأخذ يفكر قائلًا: لقد كان من المفترض أن أرتدي العباءة المسحورة وأدخل إلى غرفة الأميرات في منتصف الليل.
في الليلة الثانية قام الرجل الصغير مرة أخرى بحراسة حجرة الأميرات، هذه المرة خرجت أميرة أخرى بالخروج بكأس من العصير في يدها وكان الشاب يشعر بالعطش الشديد بينما كان يقوم بالحراسة طوال الليل لذلك وبدون تفكير تناول العصير الذي أعطته له الأميرة بالكامل، وبالطبع، راح في سبات عميق مرة أخرى.
في الصباح التالي عند استيقاظه تذكر الرجل أخيرًا كلمات السيدة العجوز عندما قالت له "ولكن احذر، لا تقم بشرب ما تعطيك إياه الأميرات"، فقال لنفسه: لابد أن العصير يحتوي على أقراص المنوم.
في تلك اللحظة دخل الملك إلى الغرفة وقال له: لقد مر يومان وما زلت لا تستطيع حل لغز الأحذية، لذا فإن لم تستطع حله اليوم فسوف ينتهي بك الأمر في السجن وسوف تقضي فيه بقية حياتك.
أنهى الملك كلماته ورحل وأصبح الرجل ملزمًا بحل اللغز اليوم، وفي تلك الليلة قام بالحراسة أمام غرفة الأميرات الاثنتي عشر، وهذه المرة خرجت الأميرة الصغيرة تحمل في يدها عصير البرتقال ولكن الرجل الصغير كان متيقظًا هذه المرة فأخذ الكأس وهو يشكرها، وعندما رحلت الأميرة قام بصب عصير البرتقال في وعاء النبات المجاور له.
هبط الليل وسرعان ما انتصف، فقام الرجل الصغير بارتداء العباءة المسحورة وفي تلك اللحظة اختفى، ثم قام بفتح الباب ببطء فلم يصدق ما رآه، كانت كل اميرة من الأميرات ترتدي أجمل فساتين الحفلات التي لديها، وقد أعدت شعرها وزينتها وارتدت أحدث أحذيتها.
قالت احدى الأميرات: لنرى إن كان الرجل الصغير أمام الباب قد راح في النعاس!، ثم فتحت الباب ونظرت إلى الخارج وقامت أميرة أخرى بإلصاق أذنها بحائط غرفته، في هذه اللحظة عرف الرجل أنه يجب أن يصدر بعض الأصوات كأنه نائم بالداخل فقلد صوت الغطيط.
انكشاف سر الأميرات الاثنتي عشر
بعد أن تأكدت الأميرات أن الرجل الصغير نائم، قامت الأميرة الكبرى بدفع فراشها جانبًا ثم قامت بالتصفيق ثلاث مرات فانفتح ممر سري في نفس مكان السرير، وبدأت الأميرات في الدخول واحدة تلو الأخرى والرجل لا يصدق عينيه، وبالطبع تبعهم داخل الممر السري.
كان الممر السري مكون من سلم مكون من مئات الدرجات الهابطة لأسفل، وبينما كان الجميع ينزلون السلم خطى الرجل الصغير بدون قصد فوق تنورة إحدى الأميرات فقالت: لقد داس أحدهم فوق تنورتي، فردت الأميرة الكبرى قائلة: هذا لا يُعقل، هذا أنتِ بالتأكيد.
عندما انتهت درجات السلالم وصل الجميع إلى داخل غابة ومروا عبر أشجارها الطويلة ذات الفروع الفضية الجميلة، فأخذ الرجل فرع منها وواصل السير خلف الأميرات الاثنتي عشر، وبعد سير طويل توقف الجميع عند حافة نهر، وفي النهر كان هناك اثني عشر قارب على شكل بجعة وعلى متنهم اثنى عشر أميرًا في انتظار الأميرات.
صعدت الأميرات على متن القوارب وصعد الرجل الصغير في القارب الأخير، قالت الأميرة التي تركب هذا القارب: إن القارب يبدو اليوم أكثر ثقلًا من العادة كما لو كان هناك شخص ثالث على متنه، هذا غريب!
عبروا النهر جميعًا ومروا على قلعة لامعة كانوا يسمعون الموسيقى تأتي من الداخل، وبمجرد دخول الأميرات إلى هذه القلعة بدأن في الرقص ولم يكن يصيبهم التعب بل كانوا يواصلون الرقص بلا توقف، وبالتالي كانت الأحذية تبلى.
أثناء ذلك لم يتحمل الرجل الصغير الجوع كل هذا الوقت، فالتقط قطعة من الكعك من على المائدة وأخذ يتناولها، رأت الأميرة الصغرى ذلك فأخذت تصيح: كعكتي! إن كعكتي تسبح في الهواء وكأنما يقوم شخص متخفي بالتهامها، فقالت الأميرة الكبرى لها: بحقك! توقفي عن تلك الترهات.
قام الرجل الصغير بأخذ كوب ذهبية من فوق أحد الطاولات دون أن يلاحظ ذلك أحد، واستمرت الأميرات الاثنتي عشر بالرقص حتى الصباح ثم صعدن إلى القوارب مع الأمراء وقاموا بعبور النهر واجتياز الغابة وصعود السلم الطويل، وأخيرًا وصلن إلى القلعة ولكن كانت أحذيتهن كلها بالية مجددًا، وكان الرجل الصغير سعيدًا للغاية لأنه استطاع أخيرًا حل لغز الأحذية البالية.
اقرأ أيضًا: قصة الذئب والخراف الثلاثة.
بعد قليل جاء الملك إلى الرجل الصغير وهو يقف أمام غرفة الأميرات وقال له: لقد انتهت مهلتك اليوم، فهل حللت لغز الأحذية البالية؟!
فأجاب الرجل: نعم جلالتك لقد فعلت. ثم قام بإخبار الملك بكل شيء، في البداية لم يصدقه ولكن عندما عرض عليه فرع الشجرة الفضي من الغابة والكأس الذهبية من القلعة اللامعة، تأكد الملك أنه يقول الحقيقة وبالتالي فقد وفى بوعده وحل اللغز وله الحق في اختيار الأميرة التي يريد الزواج منها.
اختار الرجل الصغير أن يتزوج من الأميرة الصغرى، ولكن بقية الأميرات لم يكن سعداء لأن سرهن قد انكشف الآن، أما الرجل الصغير والأميرة الصغرى فقد كانا سعيدان وتم الزواج وعاشا في سعادة أبدية.
الدروس المستفادة من قصة الأميرات الاثنتي عشر ولغز الأحذية البالية
وهنا نصل إلى ما نتعلمه من قصص الأطفال ومن قصة الأميرات الاثنتي عشر ولغز الأحذية نتعلم شيء مهم وهو أنه لا يجب أن نخفي شيئًا عن أمهاتنا وآبائنا لأنهم أكثر من يحبنا ويخاف علينا، لذا فلا يجب أن نفعل أي شيء من ورائهم مهما كان حتى لا يحزنوا عندما يكتشفوا ذلك.